والمودة بين شعوبنا العربية، هذا على الصعيد ألأجتماعي بينما على البنيان الفوقي ، فهناك التنافر والتضا د،بين أمزجة حكامها، على المستوى ألأجتماعي فأن
..هذه الحكاية،تستحضر لنا، الكثير من صور النساء،اللواتي،
أمتد ت،أجسادهن ،جسور محبة،مخترقات الحدود واللهجات،فنرى
(عم)في الرياض،و(خال)في البصرة،كمانرى(خال)في المغرب
العربي،و(عم)في مدينة الحلة العراقية،
هاهي المؤلفة، تقف، بنا،عند أمر دون أن تخدع بصرنا،أو..بصيرتنا،بل من خلال دعوة مفتوحة للمشاركة الجماعية في النظر،ألى حنين وهموم النساء اللأتي هجرن الوطن،وقمعتهن شروط الحياة اليومية،حيث تقف(بنت العراقية)، عند حالة،لم تقف
عندها الدساتير العربية…ألأوهي حقوق المرأة داخل وخارج وطنها،..في هذه القصة،رسالة عامة مفتوحة لنا جميعا،لنتأمل جيدا،في حال أولئك النسوة العربيات ،حيث تتلاشى أمام غيرتهن
كل مصدات الحدود،
على مستوى مؤثرات السرد،نلاحظ أن سيرورة القص،تفعل عنصر التشويق..
*فاتحة القص هكذا:وفاة أمي..كارثة…نعم كارثة.
وفي السطر الثاني،سندرك مايتمظهر من الكارثة:(لبست الرياض السواد عليها،ووقفنا نحتضن المعزين)..ثم يتكسف لنا السرد،عن ماجعل ….مابعد الوفاة هي….الكارثة(انتهى كل ذلك ظلت وصيتها
هما وكارثة دولية) وماهية الكارثة تتضح عبر التساؤل السردي
التالي(فكيف لتابوتها الخشبي،أن يبحث بين الحطام عن مدفن له)
ونرى ان حنين ألأم، أستطاع..ان يبث في أولادها شريطا جغرافيا
ترسخ في مخيلة الجميع )منذ أن عرفت أمي وهي تحكي لنا عن طفولتها في البصرة،عن نخيلها وسوقيها ومائها العذ ب، عرفنا منها مزرعة أبي العز وبقراته ألأربعة وحفظنا أسماء رفيقاتها )والأم لاتكتفي،بشريط الصورة،بل تكرس..كذلك شريط الصوت أيضا..(عندما تقول أمي (البصرة) تقولها ملء فمها وتلمع بعينها
آلآف الصور) وبالطريقة العفوية هذه تتحول طفولة ألأم وهي ترويها الى حكايات سيرية، تحكيها لأولادها،وتكون بمثابة
البديل الحكائي ،لما ترويه الجدات من حكايات للحفيدات وألأحفاد
وبالطريقة العفوية،هذه فأن ألأم تسرد عن مدينة،غير هذه التي
شظتها الحروب(وحدها أمي لم تستوعب كوارث العراق،وكأن مايمر أمام عينيه، أثناء نشرة ألأخبار مسلسل عربي، عمت عيونها
عن مشاهدة نخيل البصرة وهي تحترق وتبعثر رطبها،لم تصدق ان مزارعها تحولت لثكنات عسكرية..وأن سواقيها تحولت لمجاري،في ليلة القصف، على البصرة، بكت بمرارة وأخذت تردد
مواويل ناظم الغزالي).
تمحورت ذاكرة ألأم على البصرة واخذت لاتلقط أو تبث سوى ذلك
الزمن النفسي المستقر في وعيها ولاوعيها الفردي،هل هو (الهومسك) او مايصطلح عليه (جاستون باشالار) (بمرض تثبيتات
السعادة)..
من جانب آخر،كلما ازدادت الكارثة/موت الأم..ازدادت عناصر التشويق السردي،حين يدخل عنصر السخرية من ممايجري،
الى حد فشل القمة العربية،في حل أبسط ألأمور،ويستمر فشل
القمة،في حل مشكلة موت عربي،ولاتحصل الميتة البصرية/العراقية على تابوت لتعود الى بصرتها التي طالما
حلمت بأن تعود ،أليها طفلة،كزهرة ماء على شواطىء شط العرب
ثم ينتقل الوضع الى ذروة الفنتازيا ،حين ينتقل أبن الميتة ،القرار
التالي:(أرتعدت فرائضي عندما قررأخي محمد:سأستشري ثلاجة
كبيرة ،لأضع التابوت فيه،علنا بعد أسبوع..نستطيع تدبير ترحيلها للبصرة) ثم تستمر هذه لأكثر من سنتين (مضى عامان وهي تنام وتحلم داخل عالمها الثلجي)…لاتجدي كل المحاولات الدولية،
ثم يسعى السرد،الى خللة فاتحة القصة بل نسفه تماما،فقد غلبت
عظمت المصيبة،عظمت ألأصل،وأسأت الناس الظن بأولاد العراقية..(أصبح الجيران يتندرون علينا،وأتهمنا أطفال الحي بأننا آكلة لحوم البشر)…
من خلال تذوقي الشخصي لهذه القصة القصيرة الجميلة..أستوقفني
هذا االنسق الرباعي
*وصية ألأم
*أصرار ألأولاد على تنفيذها
*التابوت الفارغ
*الجثة المفقودة
في ختام قراءتي..ارى انها قصة عن آثار الحرب،ومدى تشظيها الى مديات أوسع، ،وكيف يتحول الوصول الى الوطن :هو المستحيل،المستحيل الذي يجرد الموتى ،من حقهم البسيط، ان يدفنوا في المكان الذي يريدون…انها الحرب ومن يديرونها
لايتوقفون عن نفي الموتى.لا ألأ حياء فقط.
&بلقيس خالد
العراق- البصرة
شاعرة/أعلامية/قاصة
&مسؤولة القسم الثقافي في بيت الصحافة
&(أمرأة من رمل)مجموعتها الشعرية ألأولى/2009/دمشق/الينابيع
&لديها مجموعة شعرية قيد الطبع في دمشق
&حافلة الركاب/مقالات صحفية/قيد الطبع/دمشق
&تكتب،في الصحف العراقية،وفي المواقع العربية ألأدبية