ولِدتُ وبَصري
غابَ عَنهُ الْوَعيُ
مُنْذُ أيَّامِ صِغَري
الْوَحشَةُ
عَتَمتْ نافِذَةَ الْأملِ
أنيابٌ عضَّتْ على كراماتٍ
شُيِّدَتْ لِوَطني
مُنْذُ الْبَدءِ و الْأزَلِ
لَمْ يبقَ السَّعدُ في جُملةٍ
تَسرُدُ لِلْمَسَرَّةِ
وِرداً مِنَ الخَبَرِ
كَفُّ الْغَدرِ والظُّلْمِ و الْفِتَنِ
مَسَحتُ فَمَ كُلِّ نَبْعٍ
ما عادَ لهُ آيةٌ مِنَ الْأثرِ
بذَرَ الْقَحلُ في الْأرضِ سُمَّهُ
الْجَفافُ مَسرَحُ مَأساةٍ
الأيادي للسَّماءِ عارجَةٌ
تَرجُو هُطُولَ الْمَطَرِ
كَرِهتُ كلَّ غدٍ
يحملُ على كاهلهِ أُمنيتي
كلُّ غدٍ لوطني
كذِبٌ و زَيفٌ
وعهدٌ مِنَ الْوثَنِ
حتَّى النَّهارُ يضعُ الظُّلْمَةَ
على كفِّي و مائدتي
والْليلُ يَعزمُني على الْبُكاءِ
ولَوْحٍ مِنَ الْمِحَنِ
أُحِبُْ مِثلَ غيري
أنْ تغازلني فرحةُ وطني
زُهورٌ ترقُصُ مع الْكلماتِ
وجنَّةٌ تنسِجُ بُيوتَ خُلدٍ
لا مثيلَ لها مِنَ الْمُدُنِ
كُلُّ يومٍ
تَعترضُ على الْقادمِ أسئلتي
يوماً أسيرٌ
ويوماً أحتمي بِالتُرسِ
وبِالْمِجَنِ
قَدْ خَدَّرتُ عمداً
كُلَّ سياحةٍ لأجنحتي
الْعينُ في عُزلةٍ
والْقلبُ صامَ عن الْإشتهاءِ
مِنْ ريحةٍ نتنةٍ
حَلَّتْ على قلبي
وعلى الْوطنِ
لنْ أتوقفَ عنِ السَّيرِ
رَغمَ جُرحِ أجْنحتي
فإنَّ معَ الْعُسرِ يُسراً
وحتماً هناك مخرجٌ
يأتينا من الْقدرِ