منذ سنين تناءت رماح العشيرة
واستفاض الحنينْ ،
وغّيّض ماء الفرات إلى ضفاف
الجزر النائية متعباً..
بفيض الأنينْ ،
وماج المساء بفرط حزينْ ،
والعيون..
والعيون يا صاحبي
التي أفحمت رموشها
وخز الإبر وبراكين الدماءْ ،
تجلت مرهونة بنقيق الضفادع
في برك من مزارع باتت خواءْ ،
عمدت راكضاً عبر الضفاف
ولكن سيوف بنو قومي ..
أحالوا ركضي نحو القوارب المثقوبة..
قطّعوا أشرعتي في مهب
الريح وصالْ ،
وباتت ذوائب حبيبتي
نهب جدالْ ،
وأنا بين ثناياّ الموج أبكي
تطاردني أحلام الأمس
وسهام الحبيبة تمخر الفؤاد
وفيض المساءْ ،
أصيح بنو قومي
يا لتغلب أين الرماحْ ؟
بالأمس باتت سجاياكم
فوق الأسنة .. وفوق البطاحْ ،
تمدون الضفاف ومرايا العيون
في ذي قار ووادي الجليلْ ،
فمن أين جاءت رياح اليهود
وهمّت جدالاً بوادي النخيلْ ؟
وما زلت يا تغلب..
تعاني وقومك شظايا الأسنة
ووهج الطلولْ ،
هذه خيولكم أرهقتها الأعنّة
بين المجد والضياعْ ،
وتغلب الخيول..
تزاحم أسنتها بنو نزارْ ،
وتحلب النياق ..
تحت أشعة النخيل
بلا ستارْ ،
قالوا ينابيع العيون في
صحرائكم أفلتْ ،
وانحدرت مياهها تحت الصخورْ ،
والقائلون عالم غريب !
في أسفاركم يقتل الصغارْ ،
وحدقة من العيون تلهث
وراء فاتحة النذورْ ،
فالتنكفي يا تغلب
النذورْ ،
والتنجلي من زفرتي
واقدة البخورْ ،
في عالم يحيى على أنقاض
عالمه المكسورْ ،
على ضحايا فجر أغنيتي
وقلب من فخارْ ،
فالتنجلي يا صاحبي من سقف
عشتنا العناكب والغبارْ ،
والتحتمي يا تغلب الرماح
من عربنا أو نهزم التتارْ ،
من قال أن مائنا حصارْ ،
لكنما يا تغلب الخيولْ ،
وقبل أن نفيقْ ،
باتت ضحايانا تعربد
في خمولْ ،
لكننا يا صاحبي ..
مهما تأود مائنا ..
سنحترق سيراً على الأقدام
فاتحة العراقْ ،
لأننا من حبنا نحيا
ونمتهن العناقْ !!!
Hالبصرة ـ6/6/2010ـ