هب أن حقيقة الثقافة حيوية وطن.!٬ ما التضحية المجدية بالدفاع إلى الأعتقاد٬ ألا يدفع ذلك بالمثقفين جميعا٬ من حيث هم منتمون٬ قد أساؤا إلى الوطن.؟! حسنا٬ إلى أين تتجه الثقافة بالوطن؟ أي شروط أفاهيمية ثقافية في ظل الأوتعاء العضوي لها٬ والمعطى المتعالي لمبادئ ومسؤولية التجربة الأشمل؛ طريقة التفكير للمثقف بشروط المعرفة النظرية بمد المسؤولية العضوية؛ ضمن حدود التجربة الذاتية /العامة٬ بينما لا شك في أن مسؤولية الثقافة الوطنية تتسع حاليا.! يختلف المثقفون حول ما يحدث الآن٬ وما قد يحدث بعد ذلك. هل ستستمر ثقافتنا في التأمل والأنتظار إلى أجل غير مسمى٬ أم ستصل إلى الحد الأقصى ثم تنهار٬ أم أنها ستتحول بين التأمل والأنهيار٬ إلى ثقافة فاشلة.؟.
وتبيين شروط الامكان وحدود التفكير والاستعمال المشروع٬ وهو النقد والفعل الاستعمالي بشروطه٬ لم يكن بهذه البساطة ولا بهذا الوضوح الشائع عن الإخلال في مشروع “الأوتعاع الثقافي” أو حاكمية الشروط الذاتية للثقافة المحضة من حيث “ملكة أوتعاء عليا” لاستعمال العقل المدني لأفكار العقل٬ بشروط إمكان المعرفة المدنية للثقافة٬ بمد شروط تعقلها خارج حدود التجربة الفردانية الممكنة؛ لغرض استعمالها في التفاعل٬ وهي تتلقى تلك الانطباعات بواقع ومنطق الغلط٬ من حيث صلتها المعرفية٬ وسياقاتها التنظيمية٬ وفقا لصورة الدولة الفاشلة.
وأن متابعة ميل المعطيات والمتنوع الإشكالي الذي يشتط العقل٬ تحمل بموجبها تعيين أستعمال المتنوع٬ لشروطها الفاهمية٬ محايثة٬ العناصر والمناهج المتلازمين٬ وصولا تقاسم التسويغ بدوره إلى وقفة صفته والضرورة٬ بتلقي ضمن حدود القراءات الثلاثة٬ من وجهة نظري:
ـ توسيع حقيقة الثقافة الوطنية؛ يبدو يقع ضمن توسع نطاق وتأثير “الدولة الفاشلة”٬ حيث أصبح العثورعلى المزيد من مجال التطبيقات؛ لنهج ثقافي قائم على إدارة الدولة الفاشلة. ولكن إلى أي مدى يمكن أن ترمي؟ قد تشمل إدارة الدولة الفاشلة بشكل مؤثر ومتزايد؛ في النمو والاستدامة لعناصر الحياة الفكرية الفردية؛ الفاعلية الحيوية السياسية والاجتماعية والأقتصادية والصحية٬ حتى أتضح؛ بأن كل شيء معبر عنه مجرد أنشطة ثقافة فساد لإدارة دولة فاشلة. أي٬ يمكن أن ينتهي النظر بالأمر؛ إلى العيش في ثقافة وطنية مشوهة؛ قائمة على الفساد والاستلاب واللصوصية٬ كما هو واقع الحال. بمعنى٬ يتم أتخاذ جميع القرارات والسياقات الثقافية العامة؛ في ضوء حالة “عدم اليقين” ذات الصلة والأثر في الواقع. في حين أن هذا قد يبدو جذابا ومثيرا للأهمية٬ لمتخصصي ومستشارو “إدارة الدولة الفاشلة”٬ في صنعة واتخاذ وتنفيذ جميع السياقات الثقافية للقرارات الفاشلة٬ إلا أنهم يكون موقفهم بالعادة؛ ذو ميل ونزعة حريصة “متطرفة” لغنائمهم٬ إلى أقصى حد ما٬ حفاظا على مكتسباتهم الداعمة لسياسات التخطيط العامة٬ ذات الصلة بإدارة أجهزة الدولة الفاشلة. الدولة الفاشلة ليست الصورة الكاملة٬ وأن التركيز فقط على إدارة الدولة الفاشلة٬ سيشكل نظرة ثقافية غير حكيمة.
ـ بل يكن لها إلا يشتط التيه والإخلال٬ أنهارت حقيقة الثقافة الحيوية٬ أنعاكسا مثبتا إلى توسع الأولى٬ في النطاق الاستراتيجي لخيارات إدارة الدولة الفاشلة٬ والتي قد ترتقي إلى “نقطة حرجة”؛ عندما يكون المزيد من النمو غير مستدام٬ وقد ينهار الأهتمام بإدارة الدولة الفاشلة نفسها ويختفي. حيث يتخلى المثقفون والمؤسسات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني٬ عن آهلية أهمية تعددية الخيارات الاستراتيجية للأنشطة الثقافة؛ وأنهيار منظومة تعددية مجتمعية فاشلة٬ مما تتداعى الخيارات٬ ويفقدون حضوة الأهتمام٬ أو قد يتلاشى الأمر. بدلا من ذلك٬ قد تختفي منظومة الثقافة الحيوي من نطاقها كنتيجة لفسادها. إذا تم استيعاب ثقافة إدارة الدولة الفاشلة في طبيعة العمل٬ فقد تصبح غير مرئية. إذا كان الجميع يفكر في الفساد؛ بشكل طبيعي كجزء طبيعي من الحياة اليومية٬ فقد لا نحتاج إلى نظام منفصل يسمى إدارة مخاطر ثقافة الدولة الفاشلة٬ بحيث يتم قبوله وممارساته من قبل الجميع.
ـ هذا ما يفيد. على أن هناك خيار ثالث ممكن يجمع بين كل من (التوسع والأنهيار). ربما يزداد نشاط الدولة الفاشلة لبعض الوقت ثم ينكمش. بحيث مؤسسات الدولة الثقافية الفاشلة؛ أكثر بروزا في بعض فترات الأزمات الثقافية٬ لأنهيار منظومة القيم الاجتماعية أكثر من غيرها. يمكن النظر إلى التطور الثقافي في أستخدام أدوات تكنولوجية بشراكة مع متخصصو القانون والدين على أنه أنفتاح ردود فعل ثقافة بشرية؛ إشكالية على (عدم يقين)٬ والسعي لفهم الالم وفرض السيطرة حيثما أمكن ذلك. ربما يمكن النظر إلى التغييرات الرئيسية في الواقع على أنها دورات ثقافة الفساد٬ في طريقة فهم (إدارة الدولة الفاشلة) اليوم. ولكن ربما هذا مجرد جزء من الدورة الأخيرة قبل أن نشهد أنكماشا٬ تتبعه فترة توسيع أخرى.
الوقت وحده هو الذي سيحدد ما إذا كانت منظومة إدارة الدولة الفاشلة يتوسع إلى أجل مسمى حتى يشمل كل شيء٬ أو ما إذا كان يمكن الوصول إلى نقطة تحول يتبعها الأنهيار حيث تختفي منظومة الدولة الفاشلة٬ أو ما إذا كانت هناك دورة من النمو والانحدار قد تحدث. ما هو مؤكد هو أنه مؤسسات الدولة الفاشلة ليست في حالة مستقرة.
الثقافة المدنية رائعة للغاية٬ لأنها تتغيير باستمرار. عضويتها الحيوية تتجسد من العمل في هذا المجال٬ يعتبر المثقفون المشاركون وبقيادة متخصصة٬ إعادة إنتاج القيم الثقافية وفق آلية استراتيجية رصينة ومنضبطة٬ تهيأ رواد ومستكشفين لمشاريع ثقافية خلاقة وإبداعية٬ لثقافة مدنية حيوية مثير للأهتمام. ويمكن للأصدقاء المثقفيين المدنيين٬ أن يكونوا على يقين من تقديم تضامنهم الثقافي٬ لبرامج تغيير ومشاريع مثيرة يتكشف مستقبل إنهيار الدولة الفاشلة أمام الجميع٬ بطرق جديد وغير متوقعة٬ مما يشكل تحديا ثقافيا لنا جميعا٬ ولنذهب بجرأة إلى حيث لم يذهب أي مثقف من قبل في أستكشافنا المستمر لحماية الثقافة ومقاومة ثقافة الفساد ومنظومته التوسعية المتغلغلة في أركان مؤسسات الدولة الفاشلة٬ وأفشال العملية السياسية بكل شريك لها. و إظهار ثقتنا على الثقافة٬ وطنيتها المدنية على الجميع٬ ولو كره الفاسدون.
—–
•المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 08.19.22
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)