ما الذي يجعل رواية كرواية محمد المرزوق ” لا تشته امرأة جارك ” لذيذة وقابلة للحياة في كومة الروايات الغارقة في محليتها .. ؟
هناك تصورات عديدة تطوقك وأنت تقرأ الصفحات وبإمكانك العكوف معها لتعرف معنى السرد السلس الذي لا يحتاج لتكلف أو فذلكة فقط وفقط الحكي المبني على الرقة والدهشة والزمن المتداخل بالصيغة الحدثية بين الإنوجاد الفردي والإنوجاد السياسي للحدث .
فلفرط لذتها وشهوتها وسخريتها تتداخل المفاهيم لديك وتتفكك .. فمرة يتوجه بالعرف والتقليد لينصبهما منطادا نحلق به عاليا ومرة يوجه السهام لهذا المنطاد ليجعلنا نهوي معه في ابتسامة ساحرة .
هو علي بن سعيد ولكنه بعيد عن العلو وبعيد عن السعادة على المستوى الإجتماعي والنفسي ..فهو ذلك الصبي الذي يتسول الريال من أمه هربا من وجه أبيه والفقر المرتسم بعينية ، و الشاب الممجوج الفكر من صديقة رغم بساطة أفكاره لا لشيئ سوى أنها تخالف السائد ، والرجل الخائب في الحب المقنع بالعرف والخضوع .
يتحدث عن كتبه وأشرطته وأفلامه ، أغانيه وأحلامه وعن كأس الشاي الذي يرقى لثيمة القيد والمركز الذي لا فكاك من جاذبيته ليجد نفسه مرميا في مكب رمي فيه جده قبله وأبوه رغما عنهما .
سلسلة من الأفكار والمقولات والمرويات تتخاطر بين السطور ، ثواب بآلاف الحسنات ، توافق العقل مع الإيمان ،جهاد المرأة حسن تبعلها ،كثرة المشيعين مجلبة للرحمة على الميت ،رفة الجفن اليمنى والحقيقة ، إسوداد عند رقبة الحامل يبين نوع الجنين ،قراءة آية الكرسي والحفظ من الشياطين ، تصنيف الذكور والإناث بالرحمة والنعمة ،سكوت البكر موافقة ، والكثير الكثير مما يضيفه على هذه المقولات وشبيهاتها بفكر ساحر ساخر يفتت قدسيتها ومصداقيتها بلذة في محاكمة للموروث الديني والموروث الشعبي وممارسة الكلام بدل لغة الصمت المتسربلة بلغة العيب والهمس والتخفي .
أما عن فكرة الولادة والإنوجاد فيميل لمأساويتها وفجيعتها كما يفعل إميل سيوران ونيتشيه وشوبنهور ولكنه يضفي عليهما – أي الولادة والإنوجاد – أفكاره الخاصة فساعة الخروج من بطن أمه هي ساعة خروج الشاه من طهران وكأنه غادر مملكته وهيلمانه الرحمي ليصفع بالشرائع والقوانين والقيود، وأرقام لا تنتهي من التعداد للعيب ولا تفعل ولا تكفر ولا تلبس ولا تعطس .. مزيج من النواهي يختلط مع مزيج من الأوامر التي تصنع قيودا أكثر لروح الإنسان .
وفي خطوة تصعيدية للحدث الروائي تتكاثف ظاهرة الوجع في الحب واللقاء للفراق ،فليس هناك أشد وجعا من لقاء الحب وفقده والتحسر عليه فعندما تشهى علي مع البلوغ تحدث مع صاحبه عن فحولته ، وتخيل ملكة قلبه وغوايته ثم خرج من إطاره الجغرافي لجنة الشام ليصطدم بسامر الذي يعرفه على ريم ، الملاك الذي رف لها قلبه بشعرها الجميل وخدها المتورد وعينيها العسليتين ليحظى بحب أفلاطوني مثالي غايته الحديث واللمس ليغادره بعهد وفاء وقبلة على اليد .. لتنقض ذلك العهد السلطة الأبوية المصغرة عن السلطة المجتمعية المتكررة بسادية مفرطة فكما غدر بي أغدر بإبني وكما سرت حاملا نعشي يسير من بعدي حاملا نعشه منفطرا القلب مشطور الروح ، خائر العزم والقوى لهذه القوة المكتسحة للإنسان وعقلة قوى ما يسمى بالتقاليد والأعراف والتسالميات الغبية ، التي تتعامل مع الإنسان بجسد القطيع ولا تتماس مع روحه وعقلة .
الرواية جميلة بعدة مقاييس وتحتاج لقراءة تفصيلية ،:
1- على الصعيد المكاني وجماليات الوصف .
2- على الصعيد الإيديولوجي للشخصيات وتكاملها في ذات القارئ .
3- على الصعيد المخيالي والمونولوج الفكري الداخلي .
4- على الصعيد التراثي وانعكاسه على الروح .
5- وعلى الصعيد الديني وكفته الراجحة بالعرف .
فهي تقفز بنا لعالم التمرد وتصدمنا بطريقة ساخرة حد الصدمة من العنوان لألم الخيبة
والأشد من ذالك هو التطبيق للوصية الموسوية الحاضة على الإكتفاء بما لديك، الناهية عن الشهوة البعيدة عن الدار / الوطن والتي يترتب على مخالفتها الكثير الكثير .. ليظفر سامر بالحبيبة – وهو الجار الدولي – التي تصير زوجته .. ويظفر علي بابنة عمه التي يكرر بها الفاجعه بابنه سعيد – وهذا جناه أبي علي مع مخالفة المعري بالنتيجة -، سعيد الإبن الصغير سميُّ جده الذي لم يكن سعيدا بغير كأس الشاي الأحمر وقطعة الخبز التي ترفض أن تغرق فيه ليغرق معها العرف والتقاليد البالية .
هناك تصورات عديدة تطوقك وأنت تقرأ الصفحات وبإمكانك العكوف معها لتعرف معنى السرد السلس الذي لا يحتاج لتكلف أو فذلكة فقط وفقط الحكي المبني على الرقة والدهشة والزمن المتداخل بالصيغة الحدثية بين الإنوجاد الفردي والإنوجاد السياسي للحدث .
فلفرط لذتها وشهوتها وسخريتها تتداخل المفاهيم لديك وتتفكك .. فمرة يتوجه بالعرف والتقليد لينصبهما منطادا نحلق به عاليا ومرة يوجه السهام لهذا المنطاد ليجعلنا نهوي معه في ابتسامة ساحرة .
هو علي بن سعيد ولكنه بعيد عن العلو وبعيد عن السعادة على المستوى الإجتماعي والنفسي ..فهو ذلك الصبي الذي يتسول الريال من أمه هربا من وجه أبيه والفقر المرتسم بعينية ، و الشاب الممجوج الفكر من صديقة رغم بساطة أفكاره لا لشيئ سوى أنها تخالف السائد ، والرجل الخائب في الحب المقنع بالعرف والخضوع .
يتحدث عن كتبه وأشرطته وأفلامه ، أغانيه وأحلامه وعن كأس الشاي الذي يرقى لثيمة القيد والمركز الذي لا فكاك من جاذبيته ليجد نفسه مرميا في مكب رمي فيه جده قبله وأبوه رغما عنهما .
سلسلة من الأفكار والمقولات والمرويات تتخاطر بين السطور ، ثواب بآلاف الحسنات ، توافق العقل مع الإيمان ،جهاد المرأة حسن تبعلها ،كثرة المشيعين مجلبة للرحمة على الميت ،رفة الجفن اليمنى والحقيقة ، إسوداد عند رقبة الحامل يبين نوع الجنين ،قراءة آية الكرسي والحفظ من الشياطين ، تصنيف الذكور والإناث بالرحمة والنعمة ،سكوت البكر موافقة ، والكثير الكثير مما يضيفه على هذه المقولات وشبيهاتها بفكر ساحر ساخر يفتت قدسيتها ومصداقيتها بلذة في محاكمة للموروث الديني والموروث الشعبي وممارسة الكلام بدل لغة الصمت المتسربلة بلغة العيب والهمس والتخفي .
أما عن فكرة الولادة والإنوجاد فيميل لمأساويتها وفجيعتها كما يفعل إميل سيوران ونيتشيه وشوبنهور ولكنه يضفي عليهما – أي الولادة والإنوجاد – أفكاره الخاصة فساعة الخروج من بطن أمه هي ساعة خروج الشاه من طهران وكأنه غادر مملكته وهيلمانه الرحمي ليصفع بالشرائع والقوانين والقيود، وأرقام لا تنتهي من التعداد للعيب ولا تفعل ولا تكفر ولا تلبس ولا تعطس .. مزيج من النواهي يختلط مع مزيج من الأوامر التي تصنع قيودا أكثر لروح الإنسان .
وفي خطوة تصعيدية للحدث الروائي تتكاثف ظاهرة الوجع في الحب واللقاء للفراق ،فليس هناك أشد وجعا من لقاء الحب وفقده والتحسر عليه فعندما تشهى علي مع البلوغ تحدث مع صاحبه عن فحولته ، وتخيل ملكة قلبه وغوايته ثم خرج من إطاره الجغرافي لجنة الشام ليصطدم بسامر الذي يعرفه على ريم ، الملاك الذي رف لها قلبه بشعرها الجميل وخدها المتورد وعينيها العسليتين ليحظى بحب أفلاطوني مثالي غايته الحديث واللمس ليغادره بعهد وفاء وقبلة على اليد .. لتنقض ذلك العهد السلطة الأبوية المصغرة عن السلطة المجتمعية المتكررة بسادية مفرطة فكما غدر بي أغدر بإبني وكما سرت حاملا نعشي يسير من بعدي حاملا نعشه منفطرا القلب مشطور الروح ، خائر العزم والقوى لهذه القوة المكتسحة للإنسان وعقلة قوى ما يسمى بالتقاليد والأعراف والتسالميات الغبية ، التي تتعامل مع الإنسان بجسد القطيع ولا تتماس مع روحه وعقلة .
الرواية جميلة بعدة مقاييس وتحتاج لقراءة تفصيلية ،:
1- على الصعيد المكاني وجماليات الوصف .
2- على الصعيد الإيديولوجي للشخصيات وتكاملها في ذات القارئ .
3- على الصعيد المخيالي والمونولوج الفكري الداخلي .
4- على الصعيد التراثي وانعكاسه على الروح .
5- وعلى الصعيد الديني وكفته الراجحة بالعرف .
فهي تقفز بنا لعالم التمرد وتصدمنا بطريقة ساخرة حد الصدمة من العنوان لألم الخيبة
والأشد من ذالك هو التطبيق للوصية الموسوية الحاضة على الإكتفاء بما لديك، الناهية عن الشهوة البعيدة عن الدار / الوطن والتي يترتب على مخالفتها الكثير الكثير .. ليظفر سامر بالحبيبة – وهو الجار الدولي – التي تصير زوجته .. ويظفر علي بابنة عمه التي يكرر بها الفاجعه بابنه سعيد – وهذا جناه أبي علي مع مخالفة المعري بالنتيجة -، سعيد الإبن الصغير سميُّ جده الذي لم يكن سعيدا بغير كأس الشاي الأحمر وقطعة الخبز التي ترفض أن تغرق فيه ليغرق معها العرف والتقاليد البالية .