العمل الفني لا يقف عند حدود العقل , كما لا يقف عند حدود العاطفة المجردة .. انه عمل يرتكز على الفكر العاطفي المنسجم مع الذات المجتمعية الإنسانية .. والفرد يستقي جميع إمكانياته ومؤهلاته العقلية والنفسية من مجتمعه عبر تأريخه الطويل بالتفاعل الحي مع الحاضر ومع خط هذا التأريخ في المستقبل …
يقول ” كريستوفر كود ويل ” :
” أن جوهر تفهمنا لعملية الإبداع الفني هو أن نتتبع عملية التغيير التي يقوم بها الشاعر بالنسبة لجموع الأنا المحيطة به ” …
إن الشعر هو فن رفع القلب نحو التسامي .. بل هو وقود الحب .. وحمـّى الثورة .. ورعشات الخوف.. والإحساس بضروب الجمال ورقــّة السلام … فالشعر هو بيان الشاعر قد ألم بشمولية خصبة وكونية رهيفة بكل مقومات الشعر الحق .. الشعر الحياة .. الشعر الأرض .. الشعر الإنسان .. أو لنقل الشعر الشعر …
أما أولئك الذين همهم أن يرصفوا ألفاظا ً بينما الكائنات تذوب وتبكي والذين يريدون أن يصعد الشعب إلى منصاتهم فنجيبهم بأن النزول إلى الشعب هو في الحقيقة ارتفاع إلى أعمق أعماق النفس الإنسانية …
القصيدة الشعرية تعني أنها عالم حقيقي .. عالم أعمق من العمق ولا يصل إلى تحليقه نسر .. الشعر يجب أن يكون شيئا من هذا أو لا شيء ..
محمد الأسعد شاعر عربي ولد في قرية ” أم الزينات ” وهي قرية فلسطينية هدمها اليهود من بين ما هدموا من المدن والقرى الفلسطينية عام 1948 ليقيموا مكانها مستعمرات يهودية .. ” محمد الأسعد ” شاعر يمتاز بالأصالة الفنية إلى جانب ولائه المطلق لقضيته فلسطين .. وطنه ومأساته وجرحه الكبير .. انه شاعر ترفعه قضيته وفنه معا ً .. .
أشار ” رينيه حبشي ” حين تحدث عن المعرفة الشعرية بالشاعر :
” إذا كانت كل ثروات ذكرياته – الشاعر- وتأريخه وتجربته في الحب والموت والحرية مجـّمعة في البؤرة المركزية لحضوره حينذاك يتغور الكون كله في روحه .. ويصبح عبره لوحة إنسانية مثقلة بالمداليل الإنسانية ” …
فالشاعر يؤنسن العالم بوعيه .. فهل أستطاع شاعرنا ” محمد الأسعد ” أن يؤنسن العالم عبر وعيه ؟ بل هل أستطاع أن يسمفن عواطفه وتجاربه الشعورية عن طريق توحيد التجربة الخارجية والداخلية , والظرف الداخلي والخارجي ؟!..
كل هذا نجده في مجموعته الشعرية ” الجزء الأول ” .. تتكون من ( 8 مجموعات ) صدر في المحلة الكبرى – مصر – في العام 2009 عن دار ” مرايا ” للنشر……
في هذه المجموعة تعبير صادق عن مأساة الشاعر ومأساة وطنه وأهله …
من فلسطين تبدأ الحكاية .. حكاية الليلة المظلمة .. والألم الذي يحاكي الذكريات .. في وسط العتمة يسرق تأريخ الوطن .. تنبض الأرض بالحزن الممتد خلف أسوار الزمن .. لتروي للأطفال عن حكاية أرض اغتصبت من قبل مصاصي الدماء …
وقد عبر ” أمين الحاج ” بقوله :
” إن الأحوال المأساوية في فلسطين تجعل الحجر ينطق والجبل يبكي فلماذا لا نتأثر بدموع الثكالى ” ..
أشجارُ الخيزران
تنتظر لمسات ِ الريح
أصغ ٍ ..
ألا تسمع أصواتها ؟
*****
كم هي حـّية ٌ هذه الحجارة !
تحزّزها الأزاميل ُ
وخضرة ُ الأعشاب ْ
منذ عصـر ِ البرابرة ْ
بدأ القارئ العربي , والمثقف بخاصة , بالتعرف على أنماط الشعر الياباني وتقاليده الموروثة منذ وقت قريب لا يتجاوز العقدين تقريبا .. فالشعر الياباني وبخاصة في نمط الهايكو الشهير أكثر من غيره , ليس أفكارا ً بل تجارب , وتجارب شخصية في أصفى نماذجه .. وللشعر الياباني منذ أشكاله المبكرة ( الكاتاوتا والسيدوكا والتشاوكا والتانكا ) أساس إيقاعي هو على التوالي ” خمسة مقاطع فسبعة ” وعلى هذا الأساس نهضت الأشكال الشعرية اليابانية , سواء تلك التي تحددت أعداد سطورها ( سطران للكاتاوتا وخمسة للتانكا وثلاثة للها يكو ) أو تلك التي لا حدود لأعداد سطورها مثل الرنجا , أي القصيدة ذات الحلقات التي يشترك في نظمها عدد من الشعراء ..
قصيدة الهايكو هو شكل دال على فلسفة رؤيا معينة يندرج في سبعة عشر مقطعا تتوزع على ثلاثة سطور : خمسة مقاطع , سبعة مقاطع , خمسة مقاطع .. ومدة ترتيلها لا تتجاوز مدة النفس الواحد .. وفي هذه القصائد نوعين من الإيقاع .. الإيقاع الخارجي المعتاد في الشعر العربي ( المتحرك والساكن ) والإيقاع الداخلي المعتمد على تدفق الصور والذي يتبع نظام الجملة الموسيقية الحرة …
وتتناول قصائد الهايكو كل المواضيع بطريقة بسيطة الكلمات وتحكي عن تفاصيل وحالات يومية لكن من زاوية جديدة …
ويعتبر ” محمد الأسعد ” أول شاعر عربي يقدم تجارب متفوقة وناجحة في هذا الشكل الشعري وينجح فيه …
فلسطين ما زالت تسكن في الذاكرة .. كشجرة المندلينا .. تسبح في بحار واسعة خضراء من أشجار البرتقال .. والأزهار البرّية بألوانها تملأ الجبال كالثلج .. تشعرنا بالارتواء حين تمتد إلى خاصرة الأرض …
شجرة ُ المندلينا
طافحة ٌ فوق أوراقها الخضراء ْ
أزهارُ ها الثلجية ْ
نمشي في الطرقات والحزن يرافقنا .. في عتمة الليل تبقين وحيدة من ظلم هذا الزمان .. قطرات ندى تضيء العتمة كتآلف البحر مع عتبات البيت المبللة بالمطر .. تشاركها أسراب الدوري لتحمل رائحة فلسطين إلى موانئ الكون …
أمكنة ٌ مضاءة ْ
أمكنة ٌ في العتمة ْ
ربما ظلت تواصل ُ الحديث ْ
********
أسراب َ الدوري
حول النافورة
تتصايح في الظلال
********
وحيـدة ٌ
هذه الدفلـى
في باحة ِ البيت ْ
يتساقط المطـر
يقول ” إيليا حاوي ” :
” القصيدة الحديثة أصبحت تعالج قضية وترى رأيا في الوجود, موحدة ذات الشاعر.. من عقل وعاطفة وخيال .. بالغة في عمق الثقافة ما تزيل به حدود الزمن .. حتى إذا نطق الشاعر فإنما هو ينطق بمعاناة الإنسان نفسه , منذ أن شرع يتأملها في ضباب الأسطورة , ويدفع بالشاعر إلى أن يطوف كالسند باد في خضم العالم , أي في خضم الذات , لعل رياح القدر تؤدي به في النهاية إلى مرفأ اليقين ” …
لهذا نرى أن معاناة الشاعر ” محمد الأسعد ” لقضايا العصر هي من أصدق التجارب الشعرية لأن ثقافته المتوغلة أضفى على شعره ذهول الرؤيا …
يبقى الصمت يغلف أجواء الحق .. نعيش في توابيت الصمت .. نجرع الألم .. نرسم الوطن في عيون الأطفال .. قتلوا البراءة بغدر وحقد دفين .. أصبحت الكلمات تقطر دما ً وتحاكي الجرح الساكن في القلب كالسكين .. أسطورة الزمان .. اغتصاب الأرض .. نشيد الموتى يرتحل كالعطر من أوعية الزهر ورحم الأيام إلى فجر العمر ..
ما هذي الجموع ُ وضجة ُ الأطفال ِ
تزحم لوحة َ التكوين ِ
تغرق في الظلال ِ
فلا تبين سوى الوصايا
والنذور ِ
واعين ِ الأطفال ِ
هل ذهبوا عميقا ً في ظلال ِ الفجر ِ ؟
من هذا الممد ّد
يسـتضئ بشعبـه ِ
بين المغاور ِ والخيام ِ
وحول أطراف ِ العواصم ِ
قادما ً من نظرة الموتى
ومن ليـل ِ الولادة ِ
نمارقـا ً
في عمق هذا الليل
والتابوت ؟
يقول الدكتور الراحل ” أحسان عباس ” :
” الشاعر الحديث سجين المشكلة التاريخية وسيدها في آن معا ,, سجينها لأنه لا يستطيع أن يتخطاها , وسيدها لأنه يستطيع أن يتمثلها بوعي رحب عميق ” ..
من هنا نلاحظ أن أقسى وضع يرسم أبعاد العجز الإنساني خروج الشاعر من دنيا المشكلة التاريخية .. لأن المشكلة التاريخية لن تكون إلا إنسانية لحما ً ودما ً ..حيث تنفجر أغوار النفس على أعماق الذات في سبيل الوصول إلى اليقين الذي يمكنه أن يخلد أليه … مرة أخرى تشدنا تلك الصور الحميمة التي تنشر ظلالها في نفوسنا .. فيحيل هذه الصور إلى شعر جميل رائع …
أيتها القصيدة ُ التي لم تولد آنذاك
أيتها الخيول ُ العمياء ْ
أيتها العيون البلهاء ْ
كم خريـف ٍ سيمضي
حتى يستيقظ الأسلاف ْ ؟
كم طفل ٍ سيتعلم بما يكفي
ليغرس أصابعه في التراب ْ
باحثا ً عن آبائه ِ
وأمهاته ِ ؟
كم شاعر ٍ سينضج للموت ِ
بما يكفي
لاسترداد ِ شهوة ِ النشيد ِ
وتأريخ ِ الوردة ْ ؟
كم مدينة ٍ ستحترق
بما يكفي
لاسترداد ِ السماء ِ الصافية ْ
وأسواقنا الشعبية ْ ؟
كم شعوب ٍ ستولد
بما يكفي
لتسمع هذا الأنين َ القادم َ
من حريق ِ التأريخ ْ ؟
في شعر ” محمد الأسعد ” ظاهرة هي الإحساس ” بالأسرة ” أحساسا ً عاطفيا ً متحفزا ً لمواجهة الخطر الذي يتوقعه الشاعر في كل لحظة … فهو يتحدث عن أمه وأبيه وأخيه وأبناءه.. فهو يستحضر في شعره كل ما يذكره ويؤكد انه ينتمي إلى جذوره الأصيلة .. فالأب صورة ناطقة تمثل الماضي والتراث ..
الكلمات ُ جسد ٌ
ونحيب ْ
وأبي
تائهـا ً
يخطو
على مشارف القرن العشرين
حين كان ” سيزان “
يفتض ّ خمسة َ قرون ٍ من التصوير في بريتاني
كان أبي
يتعلم الأبجدية َ
بالبوص ِ الناشف ِ
وشحبار المواقـد ْ
ونجد المعاني العاطفية تدور في ذاكرة ” الأسعد ” حول أخيه الذي مات في الغربة والذي يشير إليه في شعره…
ارتجلوا قبرا ً لأخي
وعطـورا ً
وعرائس َ
يرحلن في غيابه الطـويل ْ
ارتجلوا قافلة ً تعبر في صحرائه ِ
في مقبل الأيام ْ
الابن هو صوت الأجيال القادمة التي ولدت وعاشت خارج فلسطين ” في المنفى ” والذي زرع جذوره في أرض المأساة , في مواجهة الطوفان والابتعاد والسفر …
في السفينة ِ الراحلة
إلى الجزر ِ اليونانية
لم تبق امرأة ٌ
أو رجل ٌ
من المانيا
أو أمريكا
أو اليونان
الأ ّ وابتسموا لغسـان الصغير
وعينيـه الجميلتين
وسـألونا بفضـول :
من أين انتم ؟
وكنا نجيب بحب ورغبة :
من فلسـطين …
كان الألماني يلتزم الصمت
والأمريكي ..
اما اليوناني العجـوز
فكان يواصل الحديث
ويسـأل عن التفاصيـل
الحقيقة تنبع من الشعور العميق بالذات .. ولما كانت الذات الإنسانية لا تتمتع بوجود ثابت تتطابق فيه دائما ً مع نفسها , كان لزاما عليها أن تفصل بحريتها في صميم حياتها , أي أن الإنسان لا بد وان يشعر بالقلق بسبب وجوده ككائن يشعر بذاته .. وهذا القلق هو الذي يضعه وجها لوجه أمام حريته وأمام اختياره الذي لا يستطيع احد سواه أن يحققه .. وكما قال الأديب الراحل ممدوح عدوان :
” أصل قلق الكاتب أو المبدع هو أنه عنده أحساس أن العالم ليس موجودا ً بصيغة صحيحة , ويجب صياغة العالم من جديـد , أنا أصرخ ويجب أن تبقى لي هذه الحرية.. الموجوع الذي لا يصرخ هو ميت .. وما يسمونه صراخا ً هو ما أسميه لمس المواجع .. لا أستطيع أن أمسح الشعر والخد وأنا أدعي أنني أعالج طعنة في الخصر ” …
والغربة أيضا .. كم فينا من يشعر انه هنا .. في بلده غريب ..حتى إذا ركب الشراع شعر انه هناك أيضا .. وراء البحر غريب .. غربة الروح .. هي اللعنة التي تطاردنا .. المنفى حالة انفصال الوعي .. هو فصل من فصول المنافي الفلسطينية الذي يزيدنا أيمانا برسالة الشعب الفلسطيني …
لحظات تمازج دفء الحنين الذي ينثره ” محمد الأسعد ” في قصائده ” كل هذا الندى ” …
ترحل في صمت أيها الليل المثقل بظلماتك الساكنة عبر غيمة قابعة على دروب الانتظار.. تلامس كل جراحات الحزن باتجاه الألم … وتغادر مع ليالي العمر بأتجاه ليالي السهر… ونتيه في الحياة مع حقائب السفر …
كلمات ٌ
تمضي
باتجاه ِ الليل ِ
مثقلة ً بالحقائب ْ
كلمات ٌ حدباء
كلمات ٌ شابة ٌ
كلمات ٌ
تتوامض
باتجاه الليل ْ
بعضها
يمحو
بعضـا ً
قمر مجهول الهوية .. مع غربة الوطن .. عمق الجرح يزداد في الروح والجسد .. معاناة على حافة الجمر .. وعذوبة الكلمات والحروف .. ترحل في ليل ٍ عاصف ٍمن الأحزان إلى أرض الشتات وراء الحدود …
نحن مجهولون بلا تأويل ْ
حافة ُ وجد ٍ
هوة ٌ ترف ّ فوقها الكلمات ْ
وحين نقول ُ
نفقد ليلنا
وكل ّ ليل ْ
يشغلنا الحجر ُ والماء ُ
تمحونا الفوارق ُ والحدود ْ
في شهوة الحزن تمضي بنا الأحلام عبر الرسم بالكلمات .. وتتبعثر عند أبواب الصحراء .. تأكلنا الأيام .. ويشتتنا الرحيل .. نبحث عن مأوى في ضباب العمر .. وعن بسمة بين الندى وأرتعاشات الذاكرة .. أحلام طوتها ذاكرة النسيان مثل الصباحات المفقودة …
لنا أحلامنا أيضا ً
مثل كل ّ المدائن الأثرية ْ
مؤجلون أيضا ً
مثل كل الصباحات المفقودة ْ
نحن أبواب ٌ في صحراء ْ
موشومون وأحرار ّ
ذ ّرات وموجات ْ
ليل ٌ بلا غفران ْ
تأخذنا غابة ُ الكلمات ِ
تشتتنا المـّمرات ُ
ننبسط ُ أو نتقاطع ُ
والندى ذاكرة ْ
والضباب ُ حفيف ٌ
والمأوى أصفى من ينبوع ْ
الهم ّ كبير .. والرسم هو الذي يحقق التوازن الداخلي ويشكل عذابا ً وقهرا ً .. يرسم قمرا ً على عتمة الحياة .. مع دوران عجلة الزمن يزداد الألم قساوة .. تغر ّب عن وطنه ليجعل ريشة الوطن حرة مع غربة الروح .. ومن بين الحجارة يظهر بريق الحزن ليتغير الكون .. غادر الأحباب الى عالم مجهول .. فله من الآلام ما يبكي ومن الجروح ما يدمي .. فقد رحل ناجي العلي تاركا كل شيئ وراءه معتما .. ترك لنا علامة أستفهام .. كانت له عذاباته وحبه للوطن .. ويشير ” الأسعد ” الى ان :
” فن ناجي العلي يعيدنا الى وجودنا , الى معاشنا اليومي ” …
أنت َ خلـّيتني في اللغات ِ جميلا ً
أنت َ خلـّيتني
ومضـيت َ
أليس َ قليلا ً اذا ما انزوى الموت ُ عنا
أليس قليلا ً ؟
أيها المدهش ُ المتجاهل ُ أن لنا موعدا ً
في التقاويم ِ
أبسط َ مـّما اجترحت َ
لماذا تغيـّر كونـي
وتطلع َ مثل مناخ ٍ جديد ٍ على الأرض ِ
تمحـو
وتمحـو
وتوجز حتى يصير المقد ّس ُ
جرحا ً طويلا ؟
أنت خلـّيتني في العراء ِ وحيدا ً
وسـّميت َ
حتى تخيـّلت ُ أرضا ً سوى الأرض ِ
شعبا ً سوى الشعب ِ
حتى تعد ّدت ُ مثلك َ
عدت ُ جميلا ً كما لم أكن ْ
ذات يوم ٍ جميلا ..
أحزان تملأ كل الخلايا بدون وطن .. تبحث عن مرسى ومأوى يضمها من تعب السفر .. أحزان لا تنتهي مع دفء نبض القلب.. تبقى الذكرى ترحل في عالم الصمت مع همس الكلمات..وبين طيات الرياح تسافر العبرات لتنير بها طريق الزمان .. هل من عاشق للصمت يحاكي الحكايات .. أم يراه بعد الموت روحا ً يقهر الأنتظار المثقل بالهموم والأحزان في صقيع الغربة … كلمات تتفجر مثل النبع وتتساقط كقطرات المطر بين نسمات أشجار الزيتون .. باحثة ً عن أرض ٍ في صحراء ٍ خالية ٍ وتحت نجوم ٍ لا تنتهي .. ناطقة عن نفسها بالموت لأنها تمضي بأتجاه الليل …مع ظلال القوافل وضجيج المدن .. ونواح يطوقنا منذ الطفولة …