لِمَنْ أكتُبُ شِعري … ؟
و يُردِّدُ أبياتِ شِعري مطراً مَطيراً
لِمَنْ أبوحُ حُزني … ؟
فيلتقِطُهُ …
و يطيرُ بهِ عالياً كالنُّسورِ
يرميهِ بعيداً
و يُزيلُ منْ حياتي العَصيبةِ القشورَ
لِمَنْ أسرُدُ تفاصيلَ أيَّامي
فيُسكِنُني في أعالي القُصورِ
أُحادثُهُ مِراراً لا يَكِلُّ منِّي
يُنشيني في سُرورٍ
أضجُّهُ بحِكاياتي المُمِلَّةِ
فيُدغدِغُ حياتي بجميلِ الشُّعورِ
أنتظِرُ في أيَّامي البخيلةِ
لِيُحيلَ ليَ حياتي حريراً
أنتظِرهُ في اللَّيالي السَّمهريَّةِ
و الأنهارُ الجميلةُ تُغنِّي بالخَريرِ
أتناسى ما أتاني من هَمٍّ و أفرحُ
و أهلِّلُ على ما أتاني منْ حُبورٍ
مُدُنُ الأفراحِ تُفرِزُ الاقحوانَ
و تنثُرُ حولَها عبيراً
يبعثُ الخَضارَ في صحراء حياتي
و يُكلِّلُها بكُلِّ خيرٍ
أتنسَّمُ من شذى عُطوراتِ الدَّوالي
يُذهِبُ عنِّي همِّي العَسيرَ
أسيرُ معهُ في طُرُقاتِ خيالي
فيُخفيني في عالمِهِ الكبيرِ
أظلُّ أُلاحقُهُ …
هوَ ظِلٌّ من سَرابٍ
لا فرحَ حتَّى وقتٍ قصيرٍ
فما نيلُ الأماني بالخيالِ
و لا الأفراحُ تأتي بالتَّدابيرِ
مَنْ يَعِشْ في الدُّنيا لا يسلمْ
منَ الهمِّ الكبيرِ
و زراعةُ الآمالِ ليسَتْ عَصيبةً
وبلوغُ الغازياتِ ليسَ باليسيرِ
تعلَّمِ الصَّبرَ و انسَ الأزماتِ
فما الحياةُ إلَّا عالِمٌ كبيرٌ
ساهِرٌ معَ النَّجماتِ دلَّلَ القمرَ
صلَّى معَ بُزوغِ التَّباشيرِ
فإنَّ بعدَ العُسرِ يُسراً
وبعدَ العذاباتِ نكونُ بخيرٍ