….
ـ ظل نخيل وضوء شمس أرض السواد٬ يا حميدة. قال ابويعقوب.
كنت تبحث عن الشمس لتسليط الضوء على التضاريس الوعرة لعزلتك٬ أنت تضع إيمانك هناك٬ لتخفيف خوفك من المجهول٬ ولكن في النهاية لا يغطي دهسك سوى الطريقة التي تحتاجها للتقدم٬ لرؤية أحلامك أعظم الحقيقة. ومع ذلك٬ تمعنت النظر في الظل٬ لاشيء؟ انظر مرة أخرى٬ استخدم عينيك الداخلية٬ أذنيك الداخلية٬ حواسك الداخلية. إغلاق نوافذك الجسدية. في وقت من الأوقات٬ ستجد نفسك في الواقع هادئا ومطمئنا. لقد فتحت نفسك لعالم آخر٬ عالم التنافر٬ العقل الجوفي٬ والشعور الخفي الذي يكمن في الظل. بما أنك هادئ٬ لا تخف. يمكنك رفع عينيك٬ ضبط أذنيك٬ أشعر بدفء نفسك٬ وربط طاقتك٬ فجأة يأتيك الضوء الذي يبدأ من قلبك وروحك حتى يملأ قلبك ثانية. تشعر بأنك ضرب ممتحن٬ يدخل نورك من خلال ضرب العطش٬ أنتقل في جميع أنحاء جسمك٬ حتى أصابع قدميك٬ حتى عقلك. يمكنك تتخلل نورك٬ يخرج من عقلك٬ من الإطار الخاص بك٬ من عينيك٬ إلى أذنيك٬ إلى أصايعك. أدخل الضباب حيث الغيب هو خلقك٬ ولد من ذكريات مضاءة من الخلف في الضوء الساطع. يمكنك أن تشعر بدفءها. في أنتظارك٬ للوصول إليك أن لم يكن أكثر القيام به٬ مرتبط بشكيمنك. لكن الروتين السيء مشدود٬ هناك حيث العقدة الخافية٬ الحقيقة آسرة حقها. ينتقل الضباب فوقها ويحرج العقدة ويعيدها ضوءها إلى الضباب. أنت تشعر بأنك ممزق حتى كيانك٬ من خلال أنفك٬ من قلبك٬ وهو يصدق من أذنيك. الدموع الشائكة تملأ عينيك. تشعر بالبرد٬ وتريد إرجاعها فيك جميعا. تمزيق الدموع فيك٬ ورفع عينيك إلى هذا الضوء الساطع المشرق الذي يتسرب الآن عبر الضباب٬ ويمحوه تماما. ويمكنك سماع اصوات ارض السواد الآخاذة٬ روحك الجميلة. ترى الضوء الخاص بك٬ تحتضن الضوء الدافيء الساطع الذي يعانقك كذلك. تصبح واحدة معها؛ نفسك العليا. كل ما تريد وتحلم هو خلق الله الواحد. لقد نشأت في عالم الحب الحقيقي. الحكمة لا يجب عليك الاحتفاظ بها؛ إلا من دفعها إلى الأمام بهم٬ سوف تصبح باقترابك سلام ارض السواد.
رد قائلا٬ مسمعا اياها بصوته المهذب٬ وبنداء صامت٬ تورع صوته فورا مع الطيور٬ والنسيم المضاء:
ـ أنها آرض السواد يا حميدة. حمدا لله العظيم٬ ((قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله)) [ الآية (١٨٨)٬ من سورة الأعراف]