يسر فــوزي – تـــونس
في أوجِ الصّخبِ و الفَنـَاء
أتبوّأُ رُكنَ الهلالِ القَصِيّ
أستَرِقُ السَّمعَ
لتَخافُتِ النّجُوم
لِحافُ الذِّكرَى
يَنْخُرهُ مِعراجٍي الشَّقِيّ
تَفيضُ العُيونُ أدمُعاً
من ذِكْرِ مَسرى النّبِيّ
ربّـــــــــــــــاهُ
ذاكَ الهَودَجُ و مَـا حَمَل
تَتَراكَضُ فِيهِ الصَّحائِفُ
دُونَ كَلَلٍ و لا مَلَل
تَبْيَضُّ…. تَسْوَذُّ
تَبحَثُ عَن خَفقَةِ أمَل
تَقذِفُ بالذّنُوبِ عارِيَةً
مُثْقَلةً بِروائِحِ الوَجَل
تُراقصُ نارَها الرّيحُ
تَلتَحِف بالشّظاياَ
و تتَساقطُ فى العدَم
شَجَرُ الخَطيئةِ
قُطُوفُهُ دانِيَة
رحمَاكَ ربِّي
أنهَكَنِى السَّيْر
تَحتَ ظِلالِهِ الفَانِية
أهُزُّ جُذوعَ الرُّوحِ
عَلَّ رُطْبَ أَنْـوارِكَ
يَفْلِقُ مِهَـادَ القَلبِ
و يَسرى بِوَرِيدِ المَدَى
يُمطِرُ رَمْل الرّوح
فرحَ الإرتِواءِ
و تَسابيحَ النَّدَى
ربّـــــــــــاهُ
يا فَالقَ الحَبِّ و النّـوَى
ازْرعْ فَيْضَ رحْمَتِكَ
بين ضَفائِرٍ النّهــارِ
و خَصَلاتِ اللّيلِ
و غَياهِبِ المَدَى
اسْقِنى حَلاوةَ الإيمـانِ
زَمّلنِى بُراقَ الجـِنَان
لتَتَجـلَّى في عِشقِك
ابْتِهـالاتُ الهَــوى
تَراتِيــلُ تَسرِى
بَين مَسـَالِك الجَــوَى
ربــَّـــــــــــاهُ
يَخْفِقُ بَـرَدُ عِطْـــرِكَ
بينَ أَكِنّـةِ القُلــوبِ
يَرْوِي رَمْضَــاءَ الرُّوحِ
شَهْدَ الكَـوثَـرِ
و النَّفحَـاتِ الطَّيُــوبِ
اغْرِس سَكِينَتَك .. وَتداً
يُومِضُ نُــوراً
بيْنَ مضِيقِ الضُّلُوعِ
و خِيــامِ الدُّجــى
لِيُورقَ التَّجَلِّـى في وِصَالِكَ
أَفْنَــاناً مِنَ الشَّـوقِ
نَابِتَـةٌ فِي الضِّيَــاء