سؤالٌ باهتٌ: مَنْ أنا؟!
عقيمٌ، لا إجابة؟!!
لحظةٌ عابرةٌ في مضمارِ سباقِك.
آهٍ يا كانون!!
كم تنقَّلتُ بين الفودكا والزمهرير على جليدِكَ الحافي!!
لم يتغيَّرْ شيء.. بين الفجرِ وشمسِ الصباح.
ضائعٌ كطفلٍ في أسطورةٍ خرافيَّةٍ.
وساعةِ اللاوقت، وأرضِ اللامكان!!
أنتظرُ؛
ليستحمَّ القمرُ عاريًا مُجرَّدًا مِنْ كُلِّ الحجارةِ الصماءِ في حمَّامات فرعون!!
فأنا على موعدٍ مع قوس قزح، وكُلِّ المجانين مِنْ كُلِّ العصور!!
على مسرحٍ باريسي في روايةٍ عبثيةٍ ألعبُ دورَ البطولة!!
عاشقٌ ضائعٌ في الشارع اللاتيني،
بين السوربون وقهوةٍ عربيةٍ في حضنِ إيزيس!!
حيثُ جلس بيكاسو ذات يومٍ.. جلستُ.
اليومَ، ليس بعد اليومِ شيءٌ!!
لن تتكرَّرَ الزلازلُ التي ضربتْ أرضي اليوم،
لن تتفجَّرَ الينابيعُ مِنْ صخوري،
لن تقذفَ البراكينُ كما اليوم!!
بلزاك.. أنتَ في حضرة شيطاني،
فلا تضعْ فرصةَ جدلِ الصورِ والمجاز،
اخطُ يا رابليه في طرقاتِ خيالي؛
لتسردَ روايةً مِنْ محضِ خيالِ عاشقٍ منفيٍّ في أقاصِي الأرض!!
اليوم يا هوجو،
أعدْ رسمَ الأحدبَ ونوتردام.
ستصلّي الغجريّةُ الليلةَ لعلياء السماءِ حافية على رداءِ أحدب وسيم!!
يا حوَّاء، تخبِّئ بين نهدِيها أجملَ اللوحاتِ، وأرقَى الآداب!!
آهٍ مِنْ تلك الليلَة!!
كانت العلاقةُ بيني وبينها علاقة دودةٍ بعنقِ زجاجةِ خمرٍ مكسيكيَّة!!
غارقًا حتى الرأس..
حتى الثُّمالةِ سكرانًا…
حبيسًا بين حوائط مِنْ زجاجٍ… أراها، ولا أراها؟!!
تذوَّقتُها كمدمنٍ عاشقٍ يتأوَّهُ مِنْ مرارةِ الخُشْخَاشِ!!
—
* جزء من ( حواء تضرم النار ) قصيدة نثر من ديوان ( جدارية آدم وحواء وشيطاني )