
من مقولة للكاتب والروائي تيشخوف”لابُد ان يَطرد الإنسان العبد من نفسهِ” ويعتبرها في الأدب الإجتماعِيّ، وبما تناوله في أدبه الروائي عن الإنسان،؛ وفيما يختاره من نجاة او غرق هو بيده نفسه. وإذا رسمنا حدود الإنسان العربي متنقّلاًبين بيئة واخرى، او يعيش في الجبال، او عند وسط العاصمة يكون ضمن أحلامه السلاح كيف يحصل عليه؟، كيف يتصرّف به في ساعة الغضب؟ يتدرّب عليه، يتابع تطبيق ذلك من خلال افلام الجريمة، ،والقتل وزبّما يسقطه ارضاً في حالة الإستلام خانعاً. إنَّه الإنسان العربي وما تبثّه التقارير الإخباريّة. عن الربيع العربي، شباب يحملون شهادات في العلوم، والطب، والادب وعلى مقاعد الدراسة الجامعية قد خططوا بين من نجا ومن غرق من الثورات السابفة فحاولوا جهدهم ان يلبسوا ثوب الربيع العربي من لهيب الحديد المتشظّي، وبين عواصف التهجير الإجباري خوفاً من القتل. وإنَّ المطابع التي لفظت آخر الاعداد من الروايات، والقصص، والمقالات عن الحُكّام وكيف يلفظهم التاريخ واحداً بعد الآخر؟ قد سبّب تضخّما ليس في بنية الإنسان العربي، والأمراض التي ستنشأ عنها، بل تضخّماً في الوعي بين كثرة السلبيّات، مقابل
الإيجابيات خسائر بشريّة تصدّر طبعاتها كُلّ يوم بصفة الإنسان العربي! والمعادلة تبدو صعبة بقبول المتغيّرات اكثر من تغيّر الفصول، وفرق بين ما صدر من تلك البلدان من نتاج أدبي وفنّي وبين حالة الإلغاء والتي لها في نفس الوقت الأثر الكبير، وما كُتب عن الحروب السابقة،والإنسان قد زاد بشاعة في قرب الأماكن بين المتحاربينَ ولا شيء غير الدمار!
هل سنقرأ روايات لا تستطيع الوقوف على رفوف الاكشاك حتّى تنافسها روايات اُخرى في حُبّ الظهور والإستئثار في الأدب ادب من نجا ومن غرق. في مخيّمات بعض العرب من أعمال شغب، وإكتشاف لعناصر تخريب هتافات مضادةواُخرى مؤيدة!
ما اتعس الإنسان العربيّ، وهو يغرق في بحر الدماء والدمار، وقد لا ينجو من تقلّبات ثورة الربيع العربي، وهل سيتنازل الأدب الأصيل، والمُعبّر عن مُعاناة الإنسان العربي مقابل ما يُنشر من ادب رصدت له الاموال وإنطلق مصوّراً الإنسان العربيّ هائماً ضائعاً من عالم الإستبداد إلى عالم الضياع من شهيق الديمقراطيّة علاجاً لقلوب ميّتة، او ستموت لاحقاً. ومع كثرة الضربات والاوجاع بين أبناء الوطن الواحد تفهّم الآخرون ما جدوى هذا النزاع وماذا سيجلب للأطفال، والنساء العزّل غير المزيد من الكراهية والحقد، وهي نتاج أعداء الأرض والإنسان في تضخيم مسوّغات الحرب، وتزيين الديمقراطيّة وتجميلها أمام المدافعين عن حبّ وطنهم.
إذن هذا هو الإنسان العربي يدفع فاتورة هؤلاء المتشدّقين بالحرية الجديدة، وإمنيات الأمل المفقود صراعاً تلو صراع مع غياب الحلول التي تُرضى اهل الأرض وتبعد الإنسان العربي عن تكرار المآسي منذ الأربعينات من القرن الماضي إلى وقتنا الحاضر.