(مدارات نقدية في الأدب): كتاب الدكتور هاشم عبود الموسوي يضم تسعة عشر مدارا توزعت على ( 237 ) صفحة من الحجم المتوسط. الكتاب من اصدارات جمعية المترجمين العراقيين (مشروع 100 كتاب/ العدد 47) ، دار ومكتبة عدنان للطباعة والنشر / بغداد/ 2022
في الصفحة التي عنوانها( ليست مقدمة)
اقفُ أمام مقولتين أجنبيتين وقبلهما سطوراً، بقلم المؤلف يقول فيها
(يلعب تقدم العمر بي دوراً كبيراً في توجهي لتدوين ونشر ما كتبته في واحد من اركان الثقافة والأدب المهمة(النقد الأدبي) ..) وذلك هو الحرص على حفظ جهده الثقافي. ثم يضيف الجملة التالية: (وقد توجهت في منحى جديد الى نشر التعليقات التي وردتني عليها… تجربة ربما لم يكن يألفها القراء.. ). وهي تجربة جميلة ان كانت التعليقاتُ مكملة ً لموضوعة الكتاب او تضيف للموضوع أبعادا ًمتعددة ً لطرح الاسئلة.
المدار الأول عنوانه سؤالٌ نقديٌ (هل توجد معايير ثابتة لنقد النصوص الأدبية؟) وهذا المدار من اهم المدارات النقدية فالدكتور الموسوي هنا يجيب على السؤال الذي جعله عنواناً بطريقة ٍ توضيحية ٍجميلةٍ فهو يبدأ بإجابةٍ موجزةٍ بعد عدةِ سطورٍ (إن الأحكامَ المعيارية لا تستطيع فك مغاليق النصوص الأدبية المتميزة التي ترفض الخضوع الجامد للقواعد/ ص9) هنا انحياز للأدب المتمرد. ومن خلال الأسئلة فهو المدافع عن حرية الأدب في قوله : (الأدبُ بشكلٍ عام يٌعتبر مادة ً شديدة َ الرهافةِ خاصة ً عندما تتعلق هذه المادة بانفعالات مثل الحب والكراهية أو بقيم مثل الحرية والعدالة والمساواة، فهل يمكن ملاحظة هذه الانفعالات والقيم؟ وهل يمكن جعلها قابلة للملاحظة، ومِن ثم كيف يمكن دراستها موضوعيا؟ / ص10).
في المدار الثاني يتساءل الدكتور هاشم : هل يُمكن لي أن أسمي ما أنشره أدباً حديثاً ؟ ثم يتناول ما جرى بينه وبين أحد النقاد
ويعود الدكتور إلى الأسئلة:( هل لدي ما أستطيع تسميته ُبالأدب الحديث؟ وهل لدى الآخرين ذلك..؟/ ص19 ) ثم يسأل.. (ما الذي يمكننا أن نستنتجه ُمِن خلال اطلاعِنا على نماذجٍ مِن أدبٍ نحن نعده الآن على أنه كلاسيكي؟ / ص21)
وينهي المدار الثاني في قولهِ (أعتقد بأن الشاعر في هذه المرحلةِ الملبدةِ بالبراكين الخامدةِ عليه ألا يشعر بالكمالِ المطلقِ ويجب أن يتملكهُ قلقٌ دائمٌ وشعورٌ بالخوفِ والتساؤلِ والرفضِ والاشمئزاز والبحث عن الجنونِ المشبّع بالحلم والكابوس/ ص26).
المدار الثالث : سلام نوري ومشكلات النقد الأدبي المطلوب. وهذا المدار عبارة عن ورشة نقدية عرضها الأديب سلام نوري في احد مواقع الانترنيت، وهنا يعود بنا الدكتور الموسوي الى المقولتين الأجنبيتين وهما ( النقد يكتبه فقط ذلك الذي يشعر بأهمية الحاضر/غوته) و (لا يليق بالمثقف إلا أن يكون ناقدا/ سارتر). والملفت للنظر أن هذا المدار يعاد نشره في مدار التاسع عشر.
(كتاب مدارات نقدية في الأدب). يقترب بتنوعه ِمِن المجلات الأدبية الرصينة..