سوف يشهد الوسط الفنّي والثقافي، في البصرة، خلال آيار القادم ولادة قاعة عرض حديثة للفن التشكيلي باسم (كاليري مينا)، في موقع ممتاز على كورنيش شطّ العرب، بمواصفات تلبّي متطلبات العرض السليم للأعمال الفنيّة، هذه المتطلبات الضروريّة التي ظلّ التشكيل في البصرة يفتقر إليها طيلة السنوات السابقة. إذ لا توجد، حتّى هذه اللحظة، في هذه المحافظة التي أخرجت تشكيليين مرموقين قاعة خاصّة بعرض تجارب التشكيل عرضاً يتوفر على عناصره المطلوبة المهمّة، التي من دونها يفقد العمل الفنّي الكثير من السطوع، كالفضاء المناسب، والجدار النظيف، والإضاءة الصحيحة، وكلّ ما يقدّم العمل الفنّي إلى جمهوره ويضيئه، ويعلن عن تجربة صاحبه، ويجعلها في متناول من يرغب في الاطلاع عليها داخل العراق وخارجه
لقد ظل التشكيل في البصرة يعاني من غياب المكان المؤهّل جيداً الذي يصلح لإقامته، وأثّر هذا الغياب، بشكل كبير، في التجربة التشكيليّة البصْريّة التي ظلّت رهينة بيوت منتجيها، ولم تسفر عن نفسها إلاّ فيما ندر، ولهذا ظلّت تجارب تشكيليي البصرة جُزراً منفصلة عن بعضها، بعيدة عن التفاعل والتنافس والحوار، ممّا أفقدها ديناميّتها وتواصلها، وألقى بالإحباط والانكفاء في نفوس أصحابها الذين اضطر الكثير منهم إلى الهجرة من البصرة والإقامة في بغداد وغيرها من العواصم بحثاً عن الضوء والانتشار والاحتكاك بالتجارب، فضلاً عن الحصول على مورد مادي متصل يسمح بمواصلة الإنتاج والعمل…
جاء تأسيس (كاليري مينا) بمبادرة خاصّة من الفنان التشكيليّ عبد العزيز الدّهر الذي أدرك أهميّة ما هو مقدم عليه، في هذا الوقت المرتبك المعلول، الذي قد يجعل مشروعه مجرّد مغامرة في حسابات كثيرين، لكن يكفي هذا الفنان إلقاؤه حجراً في بركة ساكنة، حجراً أحسب أن نتائجه ستكون مثمرة جدّاً في الوسط، وقناعتي هذه تعزّزها جدّية الرجل، وعمق وعيه بهذا المشروع، وإيمانه بخطورته. ومن هنا تأتي استعانته بفريق محسوب من الفنانين والمثقّفين في البصرة، فريق رافق عملية ولادة (مينا)، وأشرف بإخلاص على متابعة شؤونها الصغيرة والكبيرة وحاجاتها لكي تلد مكتملة..
وقد وضع العاملون في (مينا) نصب أعينهم أن تكون هذه القاعة حاضنة للفنّ وللثقافة، ومجالاً مفتوحاً للإبداع المتميّز الحرّ، ولحوار التجارب العميقة، وستحرص على اجتذاب النماذج المهمّة من تلكم التجارب سواء أكانت داخل البصرة أم خارجها، وهي ترحب، منذ الآن، بأيّ مقترح يغني عملها، وبأيّ دعم من أيّة جهة يهمّها حضور الفنّ العراقي، وتمتّعه بفرصته في أن يجد بيئته المناسبة لكي يشعّ بخطابه الجماليّ الباهر، وبتأثيره الإنسانيّ العميق، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التوحّد بمشاعرنا التي يجتهد الفنّ، ضمن منطقه الخاص، في جعلها أكثر إنسانية ونُبلاً..
أخيراً (مينا ) تساوي (ميناء) مخففة بحذف الهمزة، وهو المكان بطبيعته الخّاصة المنفتحة للاتصال وللسفر ولاستقبال ما هو جديد وما هو غير متوقّع فضلاً عن كونه يزخر بمفردات بصريّة ثرّة، وهذا ما جعلنا نقترح هذه التسميّة لقاعتنا الواقعة في مينائنا العزيز، البصرة.
لقد ظل التشكيل في البصرة يعاني من غياب المكان المؤهّل جيداً الذي يصلح لإقامته، وأثّر هذا الغياب، بشكل كبير، في التجربة التشكيليّة البصْريّة التي ظلّت رهينة بيوت منتجيها، ولم تسفر عن نفسها إلاّ فيما ندر، ولهذا ظلّت تجارب تشكيليي البصرة جُزراً منفصلة عن بعضها، بعيدة عن التفاعل والتنافس والحوار، ممّا أفقدها ديناميّتها وتواصلها، وألقى بالإحباط والانكفاء في نفوس أصحابها الذين اضطر الكثير منهم إلى الهجرة من البصرة والإقامة في بغداد وغيرها من العواصم بحثاً عن الضوء والانتشار والاحتكاك بالتجارب، فضلاً عن الحصول على مورد مادي متصل يسمح بمواصلة الإنتاج والعمل…
جاء تأسيس (كاليري مينا) بمبادرة خاصّة من الفنان التشكيليّ عبد العزيز الدّهر الذي أدرك أهميّة ما هو مقدم عليه، في هذا الوقت المرتبك المعلول، الذي قد يجعل مشروعه مجرّد مغامرة في حسابات كثيرين، لكن يكفي هذا الفنان إلقاؤه حجراً في بركة ساكنة، حجراً أحسب أن نتائجه ستكون مثمرة جدّاً في الوسط، وقناعتي هذه تعزّزها جدّية الرجل، وعمق وعيه بهذا المشروع، وإيمانه بخطورته. ومن هنا تأتي استعانته بفريق محسوب من الفنانين والمثقّفين في البصرة، فريق رافق عملية ولادة (مينا)، وأشرف بإخلاص على متابعة شؤونها الصغيرة والكبيرة وحاجاتها لكي تلد مكتملة..
وقد وضع العاملون في (مينا) نصب أعينهم أن تكون هذه القاعة حاضنة للفنّ وللثقافة، ومجالاً مفتوحاً للإبداع المتميّز الحرّ، ولحوار التجارب العميقة، وستحرص على اجتذاب النماذج المهمّة من تلكم التجارب سواء أكانت داخل البصرة أم خارجها، وهي ترحب، منذ الآن، بأيّ مقترح يغني عملها، وبأيّ دعم من أيّة جهة يهمّها حضور الفنّ العراقي، وتمتّعه بفرصته في أن يجد بيئته المناسبة لكي يشعّ بخطابه الجماليّ الباهر، وبتأثيره الإنسانيّ العميق، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التوحّد بمشاعرنا التي يجتهد الفنّ، ضمن منطقه الخاص، في جعلها أكثر إنسانية ونُبلاً..
أخيراً (مينا ) تساوي (ميناء) مخففة بحذف الهمزة، وهو المكان بطبيعته الخّاصة المنفتحة للاتصال وللسفر ولاستقبال ما هو جديد وما هو غير متوقّع فضلاً عن كونه يزخر بمفردات بصريّة ثرّة، وهذا ما جعلنا نقترح هذه التسميّة لقاعتنا الواقعة في مينائنا العزيز، البصرة.