إنهض ياعبد الستار لكي لاتسلبنا أعيادنا الإفتراضية ونحن نرمي بأمنياتنا فوق رماد الوجوه والقلوب..
إنهض فثمة الكثير من القصص والروايات تنتظر أصابعك لترسم لها الأجنحة وتطلقها في فضاءات بوحك الذي يضرب الحجر بوجه بوحنا الكتوم ..
إنهض أيها المضيء في العتمة كمنارة وسط بحر معتم مليء بالغموض ..
فمازال كأس الحبر على أوله والورق الناعم يفور ببياضه لتمتليء السطور بفيض الإنتظار ..
كانت سعادتي كبيرة حين فكرت بأن أشاكسك هذا العيد وأستمع لصوتك وأنت تحدثني عن آخر إصداراتك كما فعلت في آخر مكالمة لكن هاتفي عاد خائبا في ندائه حين أجابتني رفيقة قلبك ودربك الكاتبة هدية حسين وهي تخبرني إنك ترقد في المستشفى منذ أيام وإنك صامت ولاتقوى على الحديث !
من يصدق هذا.. إن الكائن الذي قدّ من الكلمات والحروف هو اللحظة يرقد تحت رحمة بياض لايشبه بياض الورق بل بياض محشو بالفراغ والصمت !
إنهض ياعبد الستار لأني أريد أن أسمعك قبل أن أتحدث إليك وأنصت لوقع حروفك النازحات من السطور .. حروفك المقاومة لكل حروب الإغتراب الذي هزمته حين أسّست لك وطنا من الكلمات .. لاشيء غير الكلمات نواجه بها موتنا المؤجل حتى مباغتة أخرى ..
الكلمات التي ادخرتها لأرسم لك شوقي وحلمي بلقاء آخر أفصّله على مقاس حضورك الروائي الباهر ولا أدع دربا في تأريخك الأدبي والانساني الا ودخلته بفضولي وطفولتي البعيدة و محبتي الكبيرة التي أنثرها فوق رأسك المتعب الذي قرر التوقف عن التفكير في هذا العالم الفنتازي ، ربما أكون معك في إجازته هذه لكني لست مع قسوة الحقيقة التي أخبرتني بها العزيزة هدية وأطلقتها بوجه هاتفي الذي كان ينتظرك : ” إنه لايستطيع الكلام بالكاد يتمتم قليلا ، حالته أفضل الآن وهي مستقرة فقد خرج من العناية المركزة ونحن محاطون بالأصدقاء والمحبين ” ربما كان استقرار حالتك عزاء لي وموعدا قادما للحديث عن هذه الغيبوبة ..و شعور الكاتب وهو يحال إلى التقاعد عن الكتابة وتعاطي الحروف حتى إشعار آخر ..
عن النفي خارج حدود الورق ورائحة الحبر .. الوطن الذي ابتكرته طول سنوات غربتك.. ومازلنا نبتكره على امتداد نزف الكتابة ..
هذا قلبي ينشد لك الدعاء
وهذا دعائي معلّق بأجنحة السماء لتنهض وتدقّ علينا أبواب انتظارنا وخوفنا بالفرح كله .
rasha200020@yahoo.com