من أروع ما قرأت في مناجاة الوطن، حيث يتألق وهج الشاعر المنتمي، وهوى المحب المتيم، وعتاب الحبيب، و… بما يشفي أوجاعا يتجرعها المثقف الواعي، ويبدد هموما يحياها المبدع الملهم . يعانيها وحده في أيامنا هذه الموچعات،…. بينما تجار شنطة اغتصاب حقوق (الٱخر), والتجني على حرمة المواطنة، وألف جريرة وجريرة… لايزالون يقبعون في أوحال الشهرة والبزنس والصد عن قيم الوطن …
حتى الثمالة هم غارقون ..
وفي خضم هذا الوجد اللامحدود، والشعور الممدود، والأمل غير المسدود، و الوفاء غير المعدود…فإن البوح للوطن الغالي لن يبرح هذا الشاعر الولهان ، وكأني بحسين عبروس ينفخ روحا جديدة في علاقته مع وطنه، ولكن بإخراج منقح ومزيد على ما شكلته صبابة شوقيٍّ مع ذات الوطن، حينما كان يبالغ الشاعر الأمير في ذلك الرباط الغليظ, بقوله:
وطني لو شغلت في الخلد عنه..نازعتني إليه في الخلد نفسي
كل ذلك، وأكثر من تعلق عبروس بحقه في المواطنة،،، يلخصه هذا المقتطع من قصيدته العصماء الرائعة، والتي كانت بعنوان: “أنـا فيـك طائــر”،
في انتظار تغريدات أخرى واعدة من هذا الطائر الجميل الوفي لوكر أمومته وصباه، أدام الله جذوة الشعر و الهيام بالوطن في إبداع الشاعرحسين عبروس ،
ولمزيد من الإضاءات حول نص”أنـا فيـك طائــر”، أدعو القارىء الكريم إلى قراءة متأنية لهذا القصيد كاملا من ألفه إلى يائه، وسيجد الهوة سحيقة في قضايا الإنتماء، الوطن، المواطنة في جميع أوطاننا العربية.
.. أنـا فيـك طائــر
وطني يخونُني فيك الّتغـنيّ
إذا كنتُ منك وما كنتَ مِنـيّ
وأهـواك سـرّا وجهــرا
و منـك هـذا الصــَدّ ُ
في القلـب مـِن بعـض التّجنّي
أنـا فيـك طائـر ٌغريـّدٌ
وهـذا الشعـر ريشـي ولحنـي
فـإنْ جـار فيـك أهلـي
فـما جـدوى التّمنـّي
وإن عـزّ فيـك التــّصـافي
فمـا بـوح القوافـي
وإن شطّ فيك المزارُ
فمـا طعـم التغنـّي
فـإن خُنـتَ قبلــي
رجوتـك في العالميـن
لا تخُن هوى بقلبي المطمئنِّ