-1- اذا كان بيكاسو من خلال عدستين في نظارة واحدة :عدسة زرقاء وألأخرى وردية .. اذا كان بيكاسو عبر هذه النظارة ،قد أكتشف القانون التشيكلي للقرن العشرين ،ثم راحت أصابعه الملونة تكعب سيرة ذاتية ملونة لأوجاعنا ومسراتنا .فأنت يادالي عبر بارانوية ذاهلة انتزعت الديالكتيك من ماركس واعدته الى هيغل بسيرته ألأولى ولم تر القدر نابليونا على جواد هيغل،بل جسدا بخوار ذهبي ،وتلك هي أمبريالية المعنى عبر انفاق وسلالم البارنوية الدالية ..قناعتي اوصلتني ان ألأنتقال من هيغل الى ماركس هو أنتقال من العقل المحض الى مشاعل الثورة الدائمة.أعني بذلك سيرورة الثورة ضمن ثوريتها المنتبذه عن التكرار. -2- لاعلاقة لها بخطوط كاندنسكي :خطوط بيكاسو تختزل الجوهر لندلف فيه بلا زوائد لونية ..خطوطه شفافة تخترق الجسد ولاترى منه سوى الهيكل. على خطوطه تنزلق ذاكرتي …لتحط على أسلاك جياكوميتي قبل أن يكسوها من نحافته -3- كلهم بالفرشاة وما ينبجس منها : ستروا الخطوط فجثم الستر عليها آلاف من السنوات . وحده بيكاسو هاتك الستر الملون -4- مابين بيكاسو وماتيس يعيدني الى مابين هيغل وماركس ..حين أكتشف ماركس الديالكتيك أكتشفه وقد اوقفه هيغل على رأسه فكانت الخطوة الديالكتيكة الثانية لماركس ان يوقف الديالكتيك على قدميه وهكذا استعاد العقل ثوريته.. هنري ماتيس تأمل التفاحة جيدا هي تفاحته ماتيس .لاتفاحة آدم لا ..تفاحة نيوتن .. تأمل وتماهى في التفاحة وهمس كمن يخاطب نفسه (كل شيء في الطبيعة ..هندسي). وبالطريقة هذه أكتشف ماتيس ضوءا في آخر النفق.. وربما أكتشف نفقا في آخر الضوء.. هل أكتشف خواء الحياة في الرجال الجوف ..قبل أن يشعرنه توماس اليوت في قصيدة غير مجوفة. ماتيس..أكتشف ضوءا؟ خواء الحياة؟ ام عثر على قناع ليكون من خلاله … سواه؟ سيزان تفرد بتعددية المنظور وهي يرسم الطبيعة بصمتها. التكعيبيون التقطوا صورة الشيء ليفككوها قبل جاك ديريدا ..الى اجزاء وأتخذوا من هذه ألأجزاء مركز لأجزاء أخرى …تبدو محض انعكاسات للجزء ألأصل. هل اكتشاف ماتيس صدى لهروب غوغان الى تلك الجزر النائية في المحيط الهادىء يادالي… وحده غوغان :مدرب الفرشاة التشكيلية ألأوربية على الزنوجة في النحت والرسم. هذا بيكاسو بيكاسو يا…..دالي ألأبتكار وألأختراع :أصابعه العشرة بهذه ألأصابع كان يرى :المستقبل بهذه ألأصابع يخترق يحفر طبقات الواقعي واليومي والمألوف ،ليلتقط لنا : الميتاواقع اللامرئي الغرائبي.
