تحت سقف الرياح العاتية
ورمح الثلوج
وصقيع الشتاء
وحدي هنا في متاهات المنافي
كطير ذبيح
التحف الغربة القارسة
والنفس يبعثرها الحنين
لا رفيق ..
لا عصافير ..
لا نوارس ..
غير قلبي الذي يصبو الى الماضي ،
والى الوطن الحبيب.
*****
يحاصرني الثلج
وحولي …
مزيد من الكآبة والصقيع
وفي شارع البرد…
حيث المنازل أغلقت أبوابها
وضاقت بي الأبعاد
وقفت على عتبة القدر العنيد
ألملم أطياف حلم عتيق
وذكرى مثقلة بالجراح.
*****
في هذا الليل الشتائي الطويل
وحيداً …
ارسم ذكرياتي على عتبة أحلامي
اغرف الثلج من السماء
لأسقي ورود الشوق في دفاتر الأيام
واطفيء متاهاتي الظمأى
في هذا الزمن المكسور
وأمسح الجرح والآم الحنين.
*****
وحيداً…
والمسافَةَ كالطَّودِ تفصل بيننا
وانت هناك
تقبعين في ديار الدمع والنحيب
وها انا في غمرة الافراح الزائلة
لااملك سوى احلام حزينة
وذكريات ترسم لي خارطة الافق البعيد
وتختصر المسافة
كي اصل لعينيك
واخفف وطأة الترحال
*****
وحيدا …
غريب الديار
أشرب كؤوس الشجن المعتق
أبحث عن زمن الدفء
ورائحة زهر الياسمين
في حدائق العمارة *
ولااملك سوى…
قبلات العمر القتيلة
غربتي الحبلى بالثلج
لهفة شوق محملة بالجنون
ضحكات حزينة
وجواز سفر.
*****
حلمت البارحة
أنا المسافر الابدي
اني نشرت اشرعة اللقاء
في ميناء العدم
و ها هى الذكرى اليك تشدنى
يا وطني الموشح بالدماء
والصابر إلى آخر القهر
وآهٍ من العمر حين يربض
على سجادة الأمل
إلى أبد الدهر.
*****
* العمارة : مركز محافظة ميسان / العراق.
صباح سعيد الزبيدي
بلغراد- صربيا
sabahalzubeidi@yahoo.com