هل أنا ذاته من كان بالأمسِ يدورْ
أخجل أن أقول
فبعض الصبا بساطةٌ وبعضه جَوْرْ
كنتُ مجنوناً حثيثَ السير
في دروبِ الحيِّ اصرخ
اطرقُ الابواب عَنَداً
واجراسَ القصورْ
أسايرُ الطير أغربل بالحمام
اخرستُ البلابلَ بالصفير
بوجهي بعض العجائز تقول (طاير)
وأضحكُ، فيا ليتني يوماً اطيرْ
كان جاري قد نهاني
اصعدُ السطح وأصرخ بالظهير
وأبي طالما صاح بالويلِ عليَّ والثبور
قال إياك ونهر الحوامد
فذهبتُ الى الشطِّ الكبير
أغطسُ كـ(الرفش) مرةً
وتارة كالقرش ثور
وكنت مظلوماً اذا ما حاس بالصفِّ تلميذٌ مشاغب
أشارت عليَّ الاصابعُ بالنذير
وكنت اسرعَ الصبيان لحقاً بالمركبات
طحتُ مراتٍ ومرات اخور
وياما جدتي نهرتني في بيتها
وقالت: اخوالك خطٌ حُمير
وكانت تنعتني بابن الابالسة
ومخافة ان تسمعها امي قالت: شيطانٌ صغير
وهي تدري أن للشيطان اسماءً كثيرة
ألا اسمي فهو نور
وابت ان تطعمني ايام الزيارة
فكسرت بابها باكوام الحجارة
الا جدي كان ينهاها بقول:
الطفلُ سلطان يجور
كانتِ الايامُ اجمل
والمدينةُ والنظام
وكانت الارياف احلى
والنوارس والحمام
والبرُ اخضر
والبحرُ سحر وهيام
والشمسُ اكبر
من الضبابِ والغمام
والوجوهُ فليحة
والبراءة في الخصام
والقلوبُ نظيفةٌ
والصلاةُ والصيام