قد لا تصل هناك،قد تأكلك الحيتان،وقد وقد…
هكذا كان جواب ميمون على صديقه سمير، الذي حمل فمرة في دماغه،وجعلها تكبر ،نمت ولم تعد تحتاج الا للمادة،التي ستوفرها له أمه جراء مايصل اليها من أخواتها وإخوانها في هولندا وألمانيا،مبلغ ناهز السبعين ألف درهم، حجم زيارة في زورق صغير،يحمل أحلام الكثيرين،للوصول إلى جنة الأرض كما وصفها لهم الحراق،لم يعد سمير يجمعه بوطنه بل حتى بمدينته الا الجسد،مأكله ومشربه بل حتى منامه كما حكى لميمون،لم يعد الا الوصول إلى المانيا وليس غيرها من الدول،يحب بايرن ميونيخ،يلبس اللباس الألماني،هتلر هو قدوته،وحتى المرسيدس أو كما يقول المرسليس،كان كلامه أصبحت أكبر من الوطن،يجيبه ميمون،ولكن سيقبل هذا الوطن جثتك هذه التي هي أكبر منه،يجيبه لكن أنا مازلت صغيرا على الموت،أتظنني سأموت قبل أن أحقق حلمي؟،يظهر أنك بوهالي.
ميمون رجلا عصبيا،يجيبه نعم ستموت قبل أن تصل،لكن أرجو أن تخرج من البحر قبل أن يأكلك الحوت.
تمر الأيام بسرعتها المتداولة،يأتي أحدهم إلى ميمون،يكلمه سمير سافر سيصل في الغد الموالي إلى اسبانيا،ثم بعد ذلك يفكر في كيفية الوصل إلى ألمانيا،يجيبه ميمون اللهم يسر.
المدينة غارقة في نومها كالعادة،يرن الهاتف عند أم سمير،تجيب، هل تعرفين سمير؟،نعم ولدي،نرجو منك أن تلحتقي بنا.
بعد يومين يعود سمير في تابوت إلى مدينته التي خال نفسه أنه أكبر منها ومن وطنه.