
لَا يَسْحَرُ الرُّوحَ إِلاَّ الطَّرْفُ وَالْحَوَرُ
هَذِي السِّهَامُ وَذَاكَ الْقَوْسُ وَالْوَتَرُ
أَلقَيتِ سِحْرَهُمَا أَمْ أَنَّهُ قَدَرٌ؟
أَمْ بَينَ عَيْنَيْهَا أُلْقِيتَ يَا قَمَرُ؟
حَذَّرتِنِي مِنْهُمَا أَمْ مِن سَوَادِهِمَا؟
مَا عدْتُ أَعلَمُ أَينَ يَكمُنُ الْخَطَرُ؟
قَد سَخَّرَ الْعِشْقُ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ حَجَرٍ
لَو رُحْتُ أَسْأَلُهُ لَاسْتُنْطِقَ الْحَجَرُ!
عَيْنَاكِ وَالرُّوحُ وَالْأَنفَاسُ مُسْكِرَةٌ
أَنتِ الجَمَالُ الَّذِي يَسْقِي وَيعْتَصِرُ
اَلطَّرْفُ مُكْتَحِلٌ وَالْخَدُّ مُخْتَضِبٌ
وَالجِيدُ مُنتَصِبٌ وَالْخَصْرُ مُنْتَحِرُ
وَالشَّعْرُ زَوْبَعَةٌ مَا زِلْتُ أَرْصُدُهَا
يَا لَلزَّوَابعِ لَا تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ!
حَتَّى إِذاَ مَا اِنْفَكَّتْ مِنْ ضَفَائِرِهَا
طَوَّقتُ خَصْرَكِ كَيْ لَا يُقْتَفَى الْأَثَرُ
أَسْقَطتِ مِنْ يَدِكِ الْبَيْضَاءِ شَامَتَهَا؟
أَمْ أَنَّ شَامَتَكِ السَّوْدَاءَ تَنْتَصِرُ؟
اَلْحُسْنُ -يَا حُسْنُ- لاَ يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ
وَالوَجْدُ كَالدُّرِّ مَكْنُونٌ وَمُسْتَتِرُ
لاَ اللَّيْلُ يُفْضِي بِسِرِّ الْعَاشِقَيْنَ وَلاَ
دَمْعِي عَلَى الْخَدِّ فَضَّاحٌ فَيَنْحَدِرُ
قَد جِئْتُ أَطْرُقُ بَابًا لَيْسَ يُفْتَحُ لِي
لاَ تَترُكِينِي قُرْبَ الْبَابِ أَنْتَظِرُ!
لاَ يَطْرُقُ الْبَابَ مَن لَا جَمْرَ فِي يَدِهِ
مِنّي الْجِمَارُ وَمِنكِ الدِّفْءُ وَالسَّمَرُ