ليس من السهل تحويل النظام المعلوماتي للوثائق الغزيرة إلى نص روائي متماسك. الصعوبة تكمن في كيفية تنضيد المعلومات وتشذيبها ثم كيفية تخصيبها بنسب معينة من المخيلة الروائية، فالروائي شاكر نوري ليس ضمن مخططه الروائي أن يكتب رواية تسجيلية فالروائي شاكر نوري يحافظ على بصمته الروائية ويشتغل على ضرورة التجاوز الإبداعي ضمن برنامجه السردي. فهو ينتقل من موضوعة عراقية ساخنة ويجسّدها روائيا إلى موضوعة أخرى تستحق التوقف عندها والإحاطة بموضوعتها من كافة الجوانب، ثم يقوم بتدوير السرد وتشكيله روائيا في شخوص لا يمكن نسيانهم : المترجمون المتورطون بين عجرفة المحتل وقصاص الارهاب. الجنود المارينز الخمسة الذين يكرهون الحرب واغوتهم الحاجة فتطوعوا، وأنتجوا موسيقى وأغنيات ضد محاربة الشعب العراقي. فهم أدرعوا العراق مهد الحضارة، ومترجمة عراقية بقفزة كنغر صارت ضد وطنها العراق، وتزوجت الكولونيل ديفيد وصارت تتحكم بالبلاد والعباد. مترجم عراقي لا يهمه سوى الحصول على الكارت الاخضر ليذهب العراق وأهله وحضاراته للجحيم، ومترجمة أخرى تحب العراق، وتريد إعالة عائلتها ولكن الارهاب لا يريد لها الحياة ولا لحبيبها وزوجها المترجم إبراهيم. في النهاية سيكون الحل الأوحد صاعقه بقبضة إبراهيم وهو في المنطقة الخضراء التي يتحصن فيها المحتل وعبيد المحتل من تجار وجواسيس وارهابيين…
في ص116 يخبرنا السارد الحيادي عن إبراهيم..(حمى تتسلق رأسه ُ، راح يفتش في خزانة الغرامفون عن أسطوانة أعتاد على سماعها منذ زمن طويل، أغنية قديمة، ساحرة وقوية، تعيد له تركيب الزمن بعد أن تحوّل إلى فتات وأجزاء تافهة.. فيما تهيمن على مخيلته إيقاعات الدفوف، وتنقله إلى عوالم أخرى. كان يبحث في هذه الأغنية عن معنى لانسحاق زملائه المترجمين العاملين مع الاميركيين).. ما بين القوسين هو الخلية السردية الموقوتة تشع من ص4 إلى ص249. وكل فاعلية إبراهيم الروائية هي توفير التناغم الموسيقى للذات العراقية المهشمة التي تم تدميرها بسبب الاحتلال والمليشيات والنهب والسلب وغياب الأمان..
(*)
على مشارف نهاية الرواية يخبرنا إبراهيم (إذا كنت ُ أرغب في خلق شخصية روائية، فستكون ذات يوم، إما إنانا أو فيفيان، ولكني كنت خاليا من أية طموحات كتابية، لأنني لا أريد أن أضيّع ما تبقى من عمري في مثل هذه الاوهام. أكره هذه اللعبة المستترة واحتمالاتها. لكني أؤمن بقوة الكلمات، التي تحمل في داخلي قوتها التدميرية/ 235).. هنا تتضح حيرة العاشق إبراهيم بين المرأتين المقتولتين
(*)
مَن يقود المنطقة الخضراء الكولونيل ديفيد؟ أم المترجمة بيتي؟ أعني الثعلبة المراوغة المترجمة باسمة فرنسيس، تتقن قفزات الكنغر على السلّم الوظيفي، في غمضة عين، ترأست أمن المترجمين، فصارت تتحكم بمصير تسعة آلاف مترجم ومترجمة. .بيتي منصبها أعلى المناصب تحت يدها أكثر الملفات سرية ليس لأنها عليمة بخريطة بغداد، بل لأنها استولت على خريط قلب الكولونيل. وحين تأرج عطرهما (سارع إلى خطبتها من أمها رسميا../ 51 ) وهكذا هجرت باسمة فرنسيس بيت أهلها في أزقة البتاوين وستنتقل قريبا إلى شقة فخمة هي والكولونيل ديفيد، ولأنها تحب أمريكا أكثر من الكولونيل
ديفيد فقد (رفضت مراراً أن تستقبل وفداً من المسيحين جاؤوا ليطلبوا منها تعمير كنيستهم التي دمرتها التفجيرات: لا تخلطوا بين العمل والدين/53 )
حلمٌ أحدٌ يزور يقظتها والمنام : تنتهي مهامهما العسكرية يطيران إلى أمريكا هي وزوجها الكولونيل. أثناء جلوسها في مكتبها فهي إلهة بابلية وتريد من الكولونيل أن يتوسد قدميها!! من يحكم المنطقة الخضراء: الكولونيل؟.. بيتي؟
التماهي بين المترجمة بيتي والإلهة البابلية : مرده أن لمدام بيتي يدٌ في نهب الآثار وتهريبها إلى خارج العراق/ 68ص كلما تقدمنا في قراءة رواية (المنطقة الخضراء) سيخبرنا السارد الحيادي عن بدايتها مع الغزاة الأميركان
لم يكن للمسيحية باسمة فرنسيس (أية اهتمامات سياسية سابقة، ولكن مع دخول الأميركان عرفت كيف تقتنص فرصة الدخول إلى المنطقة الخضراء من أوسع أبوابها، وهو قلب الكولونيل الذي لم يتردد في تعيينها مترجمة ثم سكرتيرة.. ثم وعدها بترشيحها لنيل بطاقة الغرين كارت والجنسية الامريكية../ 134) .. مدام بيتي تتحكم بتسعة آلاف مترجم يخدم مائة وخمسين ألف من القوات الأميركية..
(*)
تلاحظ قراءتي ان عجلة السرد لا ترجع إلى الوراء مكتفية فقط بمكان سكن باسمة فرنسيس السابق :البتاوين. ومكان السكن علامة للمنطقة الشعبية
فالقارئ يسأل: ماهي شهاداتها التي تؤهلها للترجمة؟ ماذا كانت تعمل قبل دخولها المنطقة الخضراء؟ وغير ذلك من النظام المعلوماتي الذي دائما يُعمل به روائيا.. شطبَ كل ذلك المؤلف شاكر نوري، وأكتفى ..(أن الأميركيين حرّروها من عاداتها القديمة وأعطوها المركز والوظيفة) وهنا ربما يتساءل فضول القارئ : ماهي عاداتها القديمة؟ المؤلف المتواري خلف السارد : جاء لتأطير الرواية بالمنطقة الخضراء ولم يخبرنا بسوى هذه الفرية الطريفة..(وظلت مدام بيتي تحلم بهذا الرجل الآتي من خارج بوابات بغداد قرابة ثلاثين عاما ليأخذها على بساط ألف ليلة../51 ) يبدو أن الفضيلة الوحيدة لهذا اللقاء بين الغرب الغازي والشرق المغزو أن مدام بيتي غيرت مفهوما راسخا (وأصبحنا ننسى صورة المحتل وتترسخ في أذهاننا صورة العاشق الولهان)
(*)
الرواية تبدأ من ص4 بأغنيات جنود الاحتلال ، فهل أغانيهم متأصلة بألحان وحشية انطلقت من حنجرة إنسان ٍ بدائي خائف من لا شيء في ظلام الوجود ليطرد الارواح الشريرة التي تحوم حوله. ربما من هذا الخوف المترسب منذ قرون زمجرت صيحات تنطلق من حناجر الغزاة ومن المعدن ومعها يطلقون طلقاتهم على المارة وبالطريقة هذه تمازج عنف الموسيقى مع عنف اللغة و عنف التعامل مع المواطنين يصوبون أنغام الراب وبنادق على العراقيين والعراقيات. غزاة يتجولون بجلود وحوش منقرضة في الشوارع يصرخون اغنية ً (أنا جاهز للرحلة البعيدة، أحمل رشاشتك وأذهب إلى الحرب في بلاد تغمرها الشمس في جميع الفصول) لم يعرف المواطن العراقي أن (التلوث الصوتي ابتكار أميركي يؤثر على الأذن البشرية، وتقاس قوته بوحدة الديسيل، ومائة وعشرون ديسيل يؤدي إلى الألم، ومائة وأربعون ديسيل يؤدي إلى تلف الأذن الوسطى وحاسة السمع، وعندما هجموا على بغداد استخدموا أصوات انفجارات وصلت إلى أكثر من مائتي ديسيل إذ يحوّل الناس إلى بؤرة من سريعي الغضب والإثارة والانفعال والصداع، ويزيد سكر الدم والقرحة المعدية وإفراز الغدد وتقلص عضلات القلب ثم المؤكد../ 125 ) وهكذا حكموا على العراق بالموت بالموسيقى كما يموت بالقنابل والهواء المخّصب بأغبرة القنابل .
(*)
هناك جنود من المارينز تآلف معهم المترجمون العراقيون بعد مشقة، وجسر التآلف هو الموسيقي الرافضة للحرب:
(1) نيل أسود زنجي
(2) جيمي أصفر آسيوي
(3) ريتشارد أحمر أيرلندي
(4) باتشلور: بدين أبيض مثل قطعة طبشور
(5) باتيستا : ذو سحنة أميركية لاتينية
بشهادة المترجم إبراهيم أن المترجمين العراقيين تحمسوا إلى أغنياتهم
لكن الضباط يرفضون تشجيعنا لهم (وهذا ما زاد في اندفاعنا نحوها، مما أثار عندهم الريبة والشك لأن الضباط يعتبرونهم من المتسكعين والمشاغبين والخارجين عن القانون العسكري..) والسبب الحقيقي لأن هذه الأغاني(تدعو علانية إلى إنهاء الحروب../ 9)
(*)
على الجانب الثالث من شاشة السرد الروائي، يخبرنا السارد المترجم إبراهيم( كان علينا أن ننظر إلى هؤلاء الوحوش، وقاماتهم الطويلة، ومن ثم نستمع إلى الموسيقى التي يبعثونها من آلاتهم الموسيقية الغربية، علينا أنا وزملائي, مراد ورشيد وكامل وفيفيان عند بوابة الحاجز رقم 2 من المنطقة الخضراء، يجب علينا، في الخروج والدخول من وإلى هذا الكوكب الجديد، أن نترجل من سياراتنا، ونخضع للتفتيش والتدقيق من قبل فرقة عسكرية تتكون من خمسة جنود مارينز : نيل وجيمي وريتشارد وباتشلور وباتيستا/ 12 ) تنضد قراءتي الطرفين .
المترجمون العراقيون : إبراهيم .. مراد.. رشيد .. كامل.. فيفيان
جنود المارينز : نيل .. جيمي.. ريتشارد باتشلور .. باتيستا : وهؤلاء وغيرهم يراهم المترجم إبراهيم (شباب طائشون، لا يفقهون شيئا عن الحرب، ولا يعرفون شيئا سوى الضغط على زناد بنادقهم بمجرد إحساسهم بالخطر/18 ) لكن حين يركبهم الطيش فمن جلودهم (تخرج كلمات مخيفة مثل طفح جلدي، ذئاب تتهيأ للنهش بأنيابها الأمامية، كائنات غريبة تتغير بسرعة خارقة من اللطافة والمزاح إلى الضرب والعنف والشتم والقتل، تضغط أصابعهم على الزناد دون توقف../ 19 )..سيتعرض الطرفان لمصائر صادمة أعني المترجمين والمارينز الخمسة ، وقبل ذلك يخبرنا السارد (ألتقت مصائرنا في بوابة التفتيش رقم 2/ 24 )
(*)
في الصفحة الرابعة وهي الأولى روائيا الزمن العراق في زمن الاحتلال لكن أي سنة ؟ فهو غير محدد. لكن في ص92 هو بدابة احتلال بغداد(في السابع من أبريل، دخل المارينز بغداد بمحاذاة نهر دجلة ونشبت معركة على أطراف القصر الرئاسي على الشاطئ الغربي للنهر. وفي اليوم الثامن تم الاستيلاء على القصر الجمهوري ووسط المدينة خفّت حدة القتال..)
(*)
يعوي الجنرال يحث قواته على بث المزعجات ليلاً : نباح.. زعيق.. رصاص مكثف نحو لا شيء ويخبرنا السارد :(أكثر من ثلاثين من مكبرات الصوت مربوطة بالبنادق ومشدودة بأحزمة إلى الأكتاف، ومعلقة على الأبراج، ومربوطة بمدرعات الهمفي العابرة. فجرّت القوات الأميركية موسيقى أجراس الجحيم وموسيقى الروك أند رول بأصوات عالية من مكبرات عملاقة ../ 124 ).. هنا تستعين قراءتي بمرجع موسيقي ثقة يؤكد أن استعمال الموسيقى سلاحا مرعبا (يثير الأعصاب لأيام، هذا التكرار المؤلف غالباً من عبارات موسيقية قصيرة مُعرّفة.. هذا التكرار اللانهائي لموسيقى لا علاقية وتافهة ولا تلائم ذوق المرء.. هذه الموسيقى القسرية أفسدت جزءاً من الدماغ../ 61/ أوليفر ساكس/ نزعة إلى الموسيقى).. هكذا خرّب المارينز الهواء الطلق بملوثاتهم الموسيقية . كأن أنواع الأسلحة والقنابل لا تروي شبقهم الوحشي في تدمير العراق.، ثم اكملت الفوهات الكاتمة والخطف والنسف ومشتقاتهما
(*)
إذا كانت الترجمة خطابا نصياً، فهي أقرب القراءات إلى الأصل، لكنها تبقى ليست كما الأصل نفسه، فمن المؤكد هناك نسبة من الهدر، ذلك لأن المترجم المتمكن من صنعته مهما حرص على الدقة والأمانة فلن يستطيع استعادة الدلالات والمعاني ونبرة الصوت والإيماءة في الخطاب الأصل. إذن الترجمة ما كانت مرآة صافية في يوم من الأيام، فإن للنظامين اللغويين المترجم منه والمترجم إليه ضرورات تقتضي التعديل أو التغيير بشرط أن اقتضاء الضرورة يجب أن لا يمس الدلالة ولا يتجاوز إشاراته*. معضلة المترجم هي من جريمة الترجمة، فالمترجم هنا خائن لغوي وخائن للوطن. والأخس من ذلك أن المترجم صار خريطة تخون الأمكنة العراقية
والمترجم إبراهيم يعلم أن الخنزير لا يغار على أنثاه فيقول عن نفسه وعن بقية المترجمين (أننا نشبه الخنازير لا نغير على أوطاننا/ 16 ) إذن اللغة أنثى وعليهم تحصينها والذود عنها. وهنا يتعامل إبراهيم مع اللغة على وفق( جدلية التفكير ومحتواه الفكري والشعوري/73 زليخة أبو ريشة )..وسؤال إبراهيم هو الحق الحقيقة (ماذا كان بفعل الاميركيون لو رفضنا جميعا العمل معهم؟ ألم نكن نجعلهم يضيعون في متاهة لغتنا؟ ألم تكن لغتنا تتحول إلى سد منيع في وجه الاحتلال؟ ألم تكن لغتنا أداة مقاومة ذات مرة؟ ) والامر برمته يشرحه لنا المترجم إبراهيم كالتالي في ص120 من الرواية :
(1) الأميركيون يصنعون الإرهابيين
(2) نحن لم نعد مترجمين بل أدلاء
(3) نقدم لهم رؤوس الآخرين على طبق جاهز
(4) يطلبون منا تقديم المعلومات،
(5) ولا ينسجم ذلك مع توقيع العقد. فنحن لسنا أدلاء بل مترجمين
(6) اللغة آخر قلعة لنا وهاهم يدمرونها، فبماذا نتشبث بعد انتهاك لغتنا؟
(*)
اللغة : هي ظاهرة اجتماعية نسيجها شبكة من الإشارات التي تتجسد علائقيا من خلال الدال والمدلول. استعملُ اللغة َ واتكلم من خلالها من يتكلم من خلالي ؟ هل استطيع التلاعب في شروط اللغة؟ الجواب : أن اللغة َ هي التي تستعملنا وبشروطها ولا يمكن التحرر من شروطها. ولا يمكن فهمنا إلا من خلال استعملها في التحاور. وحين نقوم بترجمة اللغة فذلك يعني أننا قمنا بترحيلها نحو الآخر الذي لا يفهمنا إلاّ من خلال لغته هو. وهكذا بالترجمة أهدرنا معظم جماليات لغتنا الأم.
(*)
ماهي المنطقة الخضراء ؟:
(1) بقعة ثمينة من عاصمة العراق، المارينز أقفلوها وحددوها بمنافذ محروسة بفوهات حديثة الصنع وحرس يجردك من ملابسك وكرامتك ليطمئن ويسمح لك بالدخول
(2) وهي اسفنجة مبللّة كبيرة تمتص : مترجمين.. مستشارين.. متعاقدون.. وزراء.. حكام جدد
(3) بالموسيقي يتحرر نيل وفرقته من (أعين الرقباء في المنطقة الخضراء التي تتعرض لقصف يومي بقذائف الهاون والصواريخ / 21) موسيقى نيل وأغانيه تعيد ذاكرة إبراهيم إلى موسيقى جيمي هندرك وجيم موريسون اللذان ألهبا مشاعر الأمريكيين لمعاداة الحرب في فيتنام
(4) لا تقصد المنطقة الخضراء فقط من الخارج( إنهم قادرون على النفاذ إلى المنطقة الخضراء كما ينفذون من خرم الإبرة/ 197 )
(5) المنطقة الخضراء تتحكم فيها هندسة المتاهة (منطقة خضراء داخل منطقة خضراء، جيش داخل جيش، سلطة داخل سلطة، دولة داخل دولة، إنهم يطلقون على أنفسهم(مقاولين) وهم مرتزقة يقتلون بالأجرة، وهم بعيدون عن كل عقاب../ 200 )
(*)
عنف اللغة.. عنف الموسيقى.. الموت العنيف. الكوابيس.. العيش في حيز
مخاطبة الشوارع برشقات الرصاص الامريكي والارهاب المفخخ
كل هذه المفردات نضدها الروائي شاكر نوري في روايته(المنطقة الخضراء) ليعلن انحيازه فنياً لعراق آمن مطمئن موّحد
(1) شاكر نوري/ المنطقة الخضراء/ دار ثقافة للنشر والتوزيع/ ط1/ 2009
(2) بخصوص الكلام عن الترجمة، اقترضت ُ من أستاذي الاديب محمود عبد الوهاب (طيّب الله ثراه) من مقالته (العنوان وخيانة الترجمة / 83/ من كتابه (شعرية العمر) / دار المدى/ بغداد/ ط1/ 2012
(3) زليخة أبو ريشة / اللغة الغائبة/ دار نينوى/ ط1/