أبرقَتْ لي ملكة جمال نسائكم عبر الواتساب أنها لم تستطع البارحة أن تديمَ النظر إلي؛ من شدّة النور العجيب المنبعث من وجهي. معاذ الله، فأنا لا أدّعي النبوة كأولئك الحمقى أمثال مسيلمة وأبي الطيب المتنبي، لكنّني أؤكد لكم أنني خلق نوراني عصريّ، اصطفاني الله واستأمنني عليكم، ورغم ذلك فأنا كما ترون أعيش على الأرض وأسير في الأسواق، آكل الخراف المحشية وأشرب العسل والنبيذ مثلكم، وأتكلّمُ -وبكل تواضع- بلغاتكُم، وأستخدم وسائل التواصل الاجتماعي مثلكم تماما.
أنا الحادي عشر من زُمْرة المبشرين بالجنة، وأملك تفويضًا من السماء بتصنيفكم إلى كافر ومؤمن. أنا المُخَوّلٌ الوحيد بنشر الحكمة والعدل على أرضكم، وأنا الوحيد الذي أفسّر شريعة السماء المفروضة عليكم، ولذلك عليكم أن تتابعوا فقط قنواتي في التلفاز واليوتيوب. ولأنكم متطورون حضاريون فلا شك أنكم تدركون أنّ مواقعي وصفحاتي في الفيسبوك وتويتر هي المعتمدة من السماء، وما عداها زيف وافتراء وضلال.
أنا فرعون هذا الزمان، ملهمكم ومنقذكم ومعلمكم وسلطانكم وجلادكم ومالك رقابكم، ولي كلّ ما لكم: ملكات جمالكم ، أعضاؤكم التناسلية، ألعاب أطفالكم، نفطكم وقمحكم وأدمغتكم أيضا… فعليكُم أن تقدّموا هذه القرابين تحت أقدامي كلّ مساء، فإن آمنتم بي فلكم أن تأكلوا وتشربوا وتتناكحوا مما أنثره بين أيديكم من أنواري الساطعة، وإن عصيتم أمري فإنني مضطر وبكل أسف أن أسوقكم بالسّوط واللهب، وأشوي رؤوسكم للمفضّلين من عبيدي، وأنتزع أرحام نسائكم كي يتطهّرن من رجسكم، وأقلي أكباد أطفالكم للببغاوات المدللة في أقفاص عرشي، والأسماك الملونة في أحواضي المائية، وكلابي الصغيرة المفضّلة لديّ (البودل والمالطي).