أنا لا أكتب مرَّتين
،ألعنُ الشيطان
أحسِنُ الظن بعجزي
ألوِّن يومي بشيء تافه
أعَرِّج على محطة البنزين
أحيّي العامل أقول: رأيت أنك تخطئ
ملأت سيارتي المتخيَّلة بِلُغم
يرفع لي القبعة
يخبرني بأني أقول كلاما يشبه الشعر تقريبا
مثل نصوص القراءة في المدرسة
يغمزني النادل من بعيد
أخرق القاعدة
أجلس في المقهى المقابل
النادل الآخر يتصرف كُضُرّة
“يقلي السم من بعيد” لزميله
يحْضِر فوق القهوة عصيرا
وقبل أن أنبسَ يهمسُ: مجانيّ
ثم يضع الجرائد أمامي ووردة
أدخن سيجارة واحدة
أو أحاول
أغتنم الفرصة
أطلب شايا وموسيقى شرقية
تمر من أمامي امرأة تبتسم بجسدها للجميع
ولي ترمي بغمزة شاردة
دون أن تُسْقِط عنها وشاحها الأسود
هكذا أشعر أن يومي مشوش جدا
لأن القصيدة تتجنب الطرقات المعبدة
لا تسلك الأزقة المستقيمة
أغادر محنِي الرأس
أبحث عن شيء قد يسقط من أحد
رقم هاتف يدغدغ فضولي المجنون
نصف ورقة نقدية
نكاية في جيب خال من الإرادة
أشتري كل الأمنيات المشتتة على الرصيف
هي لي وحدي
وأنا لست مستعدا بعد للمجازفة
أتذكر سيارتي المركونة هناك
في ضِحْكة عامل محطة الوقود
يلوح لي بالمفتاح فتُسقطه نظراتي في بالوعة
بين حماقاتي ورقصة الشيطان الملعون
..في رأسي القادر على المستحيل المستحيل
إنه يوم رائع وناقص
هذا يشعرني بأني لا أريد أن أكتب مرتين
ثم إن الفرصة التي تأتي ضعيفة جدا
في حياة تضج بتفاصيل لا يمكن أن توحي بأي شيء
مثل فيروس شبيه بضيفٍ أسوأ من عدو خطير
الجملة لا تحتاج إلى تأويل
فقط أحتاج إلى من يحس بالفقد
في أوج متعة مشبوهة
قطعة ضائعة من لعبة تركيب
زوجة تحتاج إلى كيس فانيليا فقط
لوصفة غير مجربة
في منتصف الليل
هناك في قرية تغلق الحياة عند مغرب الشمس
سأعيد نفس الكلام لأنه مهم لرؤيتي المقترحة
أنا لا أكتب مرتين
فالموت لا يقتل مرتين
ونهر هيراقليطس غير آسن
هذا منطقي
فكيف تكون القصيدة مجنونة؟
لا يلزم هنا تدليل برهاني
من يكتب لا يكتب
والنص حافلة مفترضة
في محطة وهمية مثل قوس قزح
أنت تنتظر فقط
تتوتر
تقلق
تفرقع أصابعك
تمضع مؤخرة القلم
تتلهى بالشطب منجذبا إلى محبة الكراهية
أو تحول لوحة المفاتيح دفّا
تعزف لحنا هجينا غير مثقف بتاتا
إنه صراع لذيذ يصنع تماس الرغبة المتعالية والصراخ المكبوت
!فظيع
لكني منذور لحرية لعينة
سأختار دون وعود تافهة
لن أكتب مرتين
ألعن الشيطان
لا أحدد أي واحد
أرضى بعجزي تماما
..أتظاهر بأني أملكه
ألون لحظتي بما تجود به القصيدة الخجلى
..عوض الشاعر نكاية واحتمالا