لموسيقى والدين مفردتان مثيرتان للجدل من حيث العلاقة الازلية ضمن المنطق العام بالنسبة للمتلقي الذي ليس لديه الدراية الكافية والمعرفة الواسعة عن تلك العلاقة، لكنهما متلازمتان من حيث الجوهر والتطبيق منذ بداية الخليقة لدى الشعوب والاجناس بمختلف دياناتهم سواء كانت السماوية منها ام الوضعية
فقد رافقت الموسيقى أداء النصوص الدينية منذ البدايات بمختلف الأنماط اللحنية وهذا ما هو واضح لنا من خلال مانسمعه في مختلف الديانات حيث لم نستمع يوما ما إلى نص ديني يتداول ويقرأ بطريقة تقريرية وبعبارة أوضح بمعنى ان يقرأ كما تقرأ نشرة الاخبار مثلا، فتلاوة القرآن الكريم وأداء الاذان في الديانة الإسلامية عادة ما يكون بطريقة لحنية إبداعية يقوم بادائها مقرئون مبدعون لديهم المعرفة الواسعة والعلمية العالية في المجال الموسيقي وفهم المقامات المختلفة وكيفية الانتقالات فيما بينها لصناعة الزخارف اللحنية الجميلة التي تمكن ذلك المقرئ ذي الصوت الجميل والرخيم من إيصال النص إلى المتلقي الذي هو في غاية الانسجام والتجلي مع تلك الطقوس المقدسة وما يسمعه من صوت وأداء، ومثل هذا الأمر ينطبق على أداء الشعائر الحسينية العظيمة من خلال الردات الحسينية او مانسمع اليه في قراءة قصة مقتل الإمام الحسين ( ع ) بذلك الصوت الفطري العذب والانتقالات اللحنية الجميلة للمقرئ الشيخ عبد الزهرة الكعبي،
وعندما نتحدث عن الديانات السماوية الأخرى كاليهودية والمسيحية والصابئية نجد ذات المنهج وذات الأسلوب فعلى سبيل المثال عندما نستمع إلى التراتيل الكنسية والقداسات التي تؤدى في الكنيسة نجد انها تقدم من قبل منشدين على أسس لحنية وعلميه بقيادة القس وبمرافقة آلة الاورغون الموسيقية وهذا دليل آخر على مدى العلاقة الوثيقة في ملازمة الموسيقى مع الدين .