
عرضت فى اليوم الرابع والأخير مسرحية فلوكة كتب النص سيف الدين بوهة وأخرجها أحمد عڨون وأنتجتها جمعية الصرخة للمسرح لولاية سكيكدة، من العنوان الذى هو عتبة النص نتوقع موضوع الحرڨة التى غدت ظاهرة فى المجتمع الجزائرى واستنكرتها منظمات إنسانية دولية وجمعيات تعمل على التقليل من حدة الظاهرة كما تناولتها قناة تلفزيونية فى سلسلة ذات بعد تحسيسي فى إطار الكاميراه الخفية
والممتع فيما سنتناوله بالطرح هو انتقال الفكرة للمسرح ومعالجتها فى قالب فكاهى جعل الجمهور يضحك وهو العرض الذى يندرج ضمن طبيعة المهرجان الوطنى للفكاهة والضحك ،فجرعات الضحك كانت متوفرة دون رتابة أو ملل.
تقاسم الأدوار فيها كل من الفنانة القوية صابرينة قوريشى وسيف الدين بوهة فى تناغم كبير ظهر من خلال شخصية الزوج الجزائرى والزوجة الجزائرية وكشفت صابرينة أن عرض فلوكة أول عمل جمعهما ببعض وبينما كانت تستمع وترى تفاعل الجمهور إزداد حس المسؤولية لديها وقالت أنها كانت مرعوبة فى البداية بالرغم من جاهزيتها فى تقديم العرض بينما عبر الكاتب المسرحي سيف الدين بوهة وهو ممثل ايضا ويتمتع بوجه بشوش عن غبطته بالمشاركة فى فعاليات المهرجان و طموحه فى التتويج ونيل اللقب.
فى الشق الثانى طرح الكاتب هوس الإنجاب لدى كل زوجة ممن تعذر عليها الحمل فتتوقع الحلول من وراء البحر وهنا تأتى مهمة فلوكة التى دارت عليها أحداث المسرحية فى مدة ساعة واحدة
استمتع بها جمهور المدية الذى غصت به قاعة العروض بتوقيت الثالثة، وتمكن الثنائى صابرينة وسيف الدين من إحكام القبضة على حركة الجمهور التى توحدت فى الإنتباه وتلقي الكم الهائل من الرسائل ذات البعد التحسيسى مما قرب المسافة بين الممثلين على الخشبة والمتلقي لهذا العرض .
..و فى جلسة المناقشة التى تعقب العرض المبرمج بعد ثلاثين دقيقة فى بهو مكتبة دار الثقافة بحضور فناني المدية المحليين وكذلك المهتمين بالشأن الثقافى من الأسرة الإعلامية ،حبل الوصال بقي موصولا بين أسرة فلوكة والجمهور و ترأس الناقد الفنى ناصر خلاف الجلسة ودعا بكل حب تحقيق أمنية كل زوجين فى الإنجاب و تحدث عن فكرة النص وقال أنها تناولتها العديد من الكتابات وبالتالي هى
فكرة مستهلكة وقدمت فى قالب فكاهى رفع سقف المستوى لخصوصية العرض وأبرز فى مداخلته الجانب الإحترافي للممثلين وأشار لإنعدام صوت البحر فى العرض على طول مدته مما قلل من شغف الإستمتاع..
وأضاف أن الأحداث من الواقع الإجتماعى وهذا ما تميزت به خصوصية بناء الشخصيتين كزوجين جزائريين يتعاركان ويظهران الحب أفعالا وليس أقوالا .
تميز الحوار بروح الفكاهة مما جعل الجمهور يعيش أطول فترة ممكنة وهو يتلقى جرعات الضحك بخطة مدروسة ،يعتبر عرض فلوكة من أكثر العروض التى تفاعل معها جمهور المدية لدرجة مغادرته للقاعة ،كان يستعيد اهم المشاهد المضحكة والساخرة لدرجة توقع ذهاب العنقود الذهبي إلي العرض المذكور،فمخاطبة العقل واستفزازه جعلت المتلقى شريكا فى وضع الحلول لنهاية مفتوحة أريد بها دلالات أخرى تتعلق بالجيل القادم ،لم يأت النص لتقديم الحلول لموضوع الحرڨة ولكن اتى لفرض المتعة بعد سنوات الجائحة.
كشفت الفنانة صابرينة أن رحلة البحث عن الممثل الفكاهي من قبل الجمهور حق مشروع وأن الجزائر ولادة ،وكما أنجبت الأيقونتين الحسن الحسنى وسيراط بومدين وغيرهم من الفنانين ،لهي قادرة على إنجاب فنانين من الجيل الجديد وأقرنت هذا بتوفير كل الشروط الداعمة لخلق الفعل الإبداعي لدى هؤلاء بداية من وزارة الثقافة والتكوين الجيد والنصوص التجريبية ورؤى المخرجين ،كل هذا يمسح الغبار على الدرر الخفية
وعلى هامش المناقشة فتح مراد مجرام قوسا وتحدث إلينا عن جماليات الإرتجال فى الوطن العربي الذى أماط اللثام عن قدرات الفكاهي بعيدا عن النص واستدل فى كلامه بالزعيم عادل إمام غير ان فعل الإرتجال فى الجزائر ليس مسموحا به،فما يضيفه الفنان للنص غاية كبرى قد تتباين من ممثل لآخر نظرا لتباين القدرات الفنية لنعود للحديث عن معايير الفنان الأيقونة ،فالراحل بوبڨرة إستطاع بهوته المتكاملة من خلق شخصية فنية عمرت طويلا بداية من الهندام المتمثل فى العمامة البيضاء والسروال العربي الطراز وحتى اللهجة ومفرداتها المتميزة ،كان فنانا أصيلا فى نسخته الجزائرية