كانَ الْمساءُ يجمعُ صادقَ معَ ابويهِ واخيهِ امينَ يتابعونَ التلفارَ ،يسمعُ صادقُ المذيعَ يقراُ نشرةَ الاخبارِ:وتعملُ قواتُنا على تحريرِ مكحولَ منِ الارهابيينَ.
سالَ اباهُ:ما هيَ مكحولُ .؟أشارَ ابوهُ إلى الجبالِ التّي تُشكّلُ سلسلةً طويلةً،جبالُ تكتسي باللونِ الأحمر والبُنيّ في محافظة صلاحِ الدّينِ،قالَ صادقُ:ولكن يا أبي لم اسمعْ عنها ،قالَ الابُ:صحيحُ يا بُني فوطنُنا ضحيّةُ قُلُوبٍ ميتّةٍ قاسيةٍ جعلتْ منِ الرِياضِ والفتيانِ والجبالِ مرتعاً للمجرمينَ الذّين يعملونَ على تخريبِ الْبلادِ.ولكن اينَ نقراُ عنها بالبيت قالَ امينُ .؟ هُنا إبتسمَ الابُ لابنهِ إمين قائلاً: في كُتُبِ الجغرافيةِ،وفي كُتُبِ الْمُؤلفينِ.وبعد ذلكَ
فارضُنا خصبةٌ لها شواهدُ في التاريخِ القديمِ وحضارتِهِ.
ردَ امينُ ثانيةً ولكن متى نُسافرُ إلى مكحولَ أُريدُ رؤيةَ الجبالِ. ضحكَ الابُ ليخبرَ ابنَهُ :سيأتي يابني اليّومَ الذَي سنزورُ فيهِ جبالَ مكحولَ ،وترى جمالَ الطَبيعةِ في وطنِنا منْ نهرِ الفراتِ ،ونواعيرِهيتَ ،وسدَ حديثةَ كُلّها ارضُ جميلةُ،وسوفَ تصبحُ اجملَ باهلِها الطَيّبينَ.
كانتْ امُ صادقَ تُعدُ وجبةَ العشاءِ،وهي تقولُ :أتمنّى أن تكونَ هذه الاراضي مكاناً للزِيارةِ،وان نحمدَ اللّهَ على عودةِ الانبارِ ونينوى وصلاحِ الدّيِنِ إلى ارضِ الوطنِ . إن شاءَ اللّهُ قال ابو صادق،وستكونُ لنا سفرةُ ممتعةُ لنرى المناظرَ الجميلةَ والارضَ الخضراءَ.
ردَّد الجميعُ بالنصرِ لجيشِنا البطلِ وكُلّ الجحافلِ المُقاتلةِ معهُ، وبداوا البسملةَ لوجبةِ العشاءِ الشّهيّةِ مساءَ ذلكَ اليومِ.