(المدينة طاحونة تدور رحاها كومض البرق يهرول المرء بداخلها مشوش الذهن مسلوب الإرادة محكوم التصرف إلى أن يتآكل كله ويسقط قشره )
في كل صباحات ومساءات اليوم
ساعات الذروة
يهرولون في كل اتجاهات
شمالا جنوبا
شرقا غربا
على أسفلت الطرق
إفريز الشوارع
أرضية الميادين
صعودا نزولا سلالم الأنفاق
يتزاحمون على شبابيك القطارات
يتدافعون على أبواب الحافلات
يتسابقون على سيارات الأجرة
يتهافتون على مرابض السيارات
لا أحد يسير الهوينا
إلا المسنون و بعض المرضى
الجميع في سباق مجنون
مع عجلة الزمن
وركض مع بندول الوقت
ولا أحد يحرز قصب السبق
هذه القصيدة النص المخلخل لمخيال الجغرافيا ، الذاهب إلى عذابات تنتالوس و تردد صدى أحمد عبدالمعطي حجازي في مدينته الجحيمية ، من أول النص نسقط في كابوس الاسفلت ، وسعير الألم ، لا يترك لنا الغريبل سوى خيارا وحيدا ، أن نحفر دربا إلى النور والحرية أو الفناء والفناء والفناء.