كان يتأمل ملامحها في مرآة السيارة، وجهها الشاحب عيونها المستغرقة في النوم لما يخفيا جمالها الأربعيني الظاهر
مستغرقة في نومها؛ ترتجف من حين لآخر؛ ارتجافة جفنيها تشير إلى حلم مزعج يروادها.
أوقف السيارة وفرد ظهره على كرسيه ونظرة عينيه تتأملها في مرآته. ومابين فضوله ولهفته ظل يراقبها .
….كان سائق سرفيس الخط الثالث ينادي بصوته الجياش
موقف ياأستاذ
موقف يا أنسة
عندما همست في أذنه قبل أن تصعد ..بتلف كام مشوار في اليوم..أمام اندهاشته من سؤالها انتابته لحظات صمت قبل أن يجيبها
– كله بالتساهيل ممكن عشرين لفة
هنا اخبرته أنها لم تننم منذ ليلتين
– في اللفة العشرين صحيني وأجرة الكرسي مدفوعة
شعر ببعض القلق؛ لكن شحوب وجهها واجهاد عينيها الحمراوين لم يجعلاه يبالي إلا بثمن الكرسي المدفوع لعشرين لفة .
……..
كانت ليالى من الأرق والرعب والكوابيس تراودها قبل أن تتخذ قرارها بصفع الباب وراءها
إلى طريق غير معروف.
كل ما شغل تفكيرها في هذه اللحظة هو حاجتها للنوم . للنوم فقط . قبل أن يغشى عليها من الاجهاد وتعجز قدماها عن حمل جسدها الواهن.
******
خلاف عادي ومتكرر لايختلف كثيرا عما اعتادت عليه طوال نصف عمرها، إهانات تتحملها بموروث جيني تسرب إليها من حليب والدتها التي أصبحت عجوز تنتابها أمراض الشيخوخة
وذاكرة ضعيفة تنسى كل الأحداث والتواريخ باستثناء شيء واحد. أن توبخ ابنتها لشكايتها المستمرة، وتستنكر دموعها المنهمرة التي تتلمس فيها حضن الأم ودفء حنانها.
تعلمت مع تعنت الأم العجوز الصمت، وكبت الدموع ومع رحيلها قطعت الحبل السري الذي ربطها بها خلال تلك السنوات.
…….
ملامح وجهها الحزينة جعلته يتناسى أمر اللفات، وأوقف السرفيس يتأملها من خلال مرآته، لمح دموع تترقرق على خديها من عينيها المغمضتين، في قرارة نفسه تمنى أن يدخل إلى حلمها لعله يستطيع مسح تلك الدموع، أسند رأسه على كرسيه واستلم للنوم.
استيقظ على أصوات تتسائل …موقف يااسطى؟!
التفت إلى مرآته … .
كانت وريقة الخمسين جنيها تملأ ناظريه فيما ابتلعها الظلام
أحبائي..
أبنائي وبناتي..
ابنتي المبدعة المتألقة الطيبة مرفت يس
عبرت بصدق فني عن حالة إنسانية تفشت وأصبحت قاتلة
المنازل لم تعد تسكنها الراحة والسكون والحياة أصبحت مسيرة فاشلة
البعض كان يذهب إلى سينما الدرجة الثالثة للنوم ويخرج إلى عمله بعين ذابلة
الكاتبة اختارت السيارة وهي تصلح لمرة واحدة وتكرارها قد يوقعها في مشكلة
والدنا الروحي التقي النقي الأديب العربي الكبير رمز الصفاء والنقاء والعطاء الذي بدون حدود وبدون أي مقابل مادي أو معنوي في أي صورة من الصور وبدون تفرقة بين البشر على أسس عنصرية أو طائفية أو عرقية عميد الأدباء جمال بركات
كلماتك دائما إضاءة تنير الطريق وتشحذ الهمم
كل التحية القلبية لمعاليك وللكاتبة الجميلة ولصاحب الموقع الجميل
أبونا الروحي العزيز على النفس والقلب الأديب الكبير الحبيب الرمز… رمز المحبة والتسامح وناشر ثقافة المحبة والجمال والتسامح من أصدر ونشر كتاب ( في حب أقباط مصر ) وأصدر ونشركتاب ( أقباط مصر أحباب مسلميها ) على نفقته الخاصة دون مشاركة من أفراد وهيئات ورفض ذلك رفضا قاطعا ووزع مئات الآلاف من النسخ في الشوارع والنوادي والشواطئ والجمعيات لينشر التسامح والمحبة عميد الأدباء جمال بركات
القصة بالفعل رائعة والكاتبة متمكتة وتعبر بصدق
كلماتك النورانية تاج إبداعي
حفظك الرب ورعاك
شكرا للموقع الجميل
أحبائي..
أبنائي وبناتي..
ابنتي المبدعة المتألقة الطيبة مرفت يس…..
عبرت بصدق فني عن حالة إنسانية تفشت وأصبحت قاتلة…..
المنازل لم تعد تسكنها الراحة والسكون والحياة أصبحت مسيرة فاشلة……
البعض كان يذهب إلى سينما الدرجة الثالثة للنوم ويخرج إلى عمله بعين ذابلة……
الكاتبة اختارت السيارة وهي تصلح لمرة واحدة وتكرارها قد يوقعها في مشكلة