حبـــــالُ سفيــــــنٍ أوشــــكتْ تتقطّعُ
على أيِّ جنـــبٍ لسـتُ أدري سأهــجعُ
إذا مـــا دنــــتْ ردُّوا عليَّ ودائـــــعي
فقـــد لا أرى في جــــــانبي مَن أودّعُ
وعينـــــــاي إن فاضت كففتُ مسيلَها
لكيلا يراها صــــــاحبٌ وهي تدمـــــعُ
يقولون إنّ العمرَ محــــــضُ وديــــعةٍ
وأعرفُ ، همساً ما يُقـــــــالُ ، وأسمعُ
ونحسَـــب أنّ الـــــدّارَ دارُ إقـــــــامةٍ
وفي كلِّ خطوٍ من خُطى الدارِمصرعُ
وفي كلّ ساعٍ في يدي نعيُ صــاحبٍ
على أيِّ أصحــــابِ الوفــــا أتفجّـــــعُ
قضَوالم ينالواالوَطْرَ من صفوِ يومِهمْ
وغابوا بأدنـى عيشِهمْ مــــا تمتّــــعوا
فبعضٌ وماشاخوا فراحوا ، وبعضُهمْ
إلى القبرِ قادتهمْ خُطـــاهمْ وما دُعوا
ونمشي قطيـــعاً يقطعُ الموتُ بعضَهُ
ويُمهلُ بعضاً في رُبى المــــوتِ يرتعُ
نسيــــــــــرُ برجليهِ ونحســــــبُ أنّنا
بأرجلِنا نســـــــعى لما ســـــوف ينفعُ
على هذه الدنيــــا أقمــــــنا صروحَنا
ورحنا فهذي بهجــــةُ الصّـــرحِ بلــقعُ
أمرّ بها أهوي إلى التُّــــــربِ ذاهــــلاً
أكــــــــادُ أرى أحشـــــــــاءَها تتقطّع
يدي فوق قلبي والسِّهـــــــامُ تنوشُهُ
وأعرفُ أنْ لو خـانني سـوف يخضعُ
وكم عزفت كفُّ الرّدى فيـــــه لحنَها
وبــــــاتتْ شراييــــــنٌ به تتـــــوجّعُ
رمتني يدُ الأيّــــامِ سهــماً فأقصدتْ
ألا ربّ سهــمٍ رِيْـشَ ما مـــنهُ منــزعُ