بدأَ الْاطفال يتجمّعونَ صباحَ يومٍ جديدٍ، قالَ احمدُ :انا لم أُسجِّلْ في المدرسةِ، ردَّ عليهِ صالحُ:انا اذهب مع باسم.َ للمدرسةِ. صاحَ باسمُ يا احمدَ انتَ صغيرُ الْعمرِ. قالَ الْجميعُ:هيّا نعلبُ. ماذا؟ قالَ احمدُ. هنا تقدّم صالحُ قائلاَ:سوفَ اعملُ خِطّةً دائريّةً حتّى نفجّرَ فيها، ونسنمعَ الاصواتَ! سحبَ باسمُ واحمدُ قطعةَ حديدٍ متروكةٍ؛ وادخلاها في الدائرةِ. قالَ احمدُ، وهو يُمسكُ عصاً خشبيّةً :هذا سِلاحي. اشارَ باسمُ وسلاحي انا، قالَ احمدُ:وانتَ لكَ قِطعةُ الْحديدِ.!
كانَ صالحُ يجلسُ قُربَ الدَّائرة ينظرُ إليها، كانتْ ثلاثةُ عصافيرَ تهبطُ على الدَّائرةِ الْمرسومةِ:عصفور يُغرّدُ مرحاً، وآخرُ يلتقِطُ حبّاتٍ، والثالثُ يفتحُ جناحيهِ بالوانهِ الْجميلةِ.! قالَ باسمُ:لنطردْ هذهِ الْعصافيرَ، لانّنا نُريدُ انْ نُفجّرَ الدائرة! ردَّ احمدُ وصالحُ:هيّا.. هيّا! كانَ صوتُ أمّ صالح قريباً مِنهُمْ:دعوا الْعصافيرَ َ تلعبُ، وتمرحُ؛ كونوا مِثلهمْ في الْمرحِ، ولا تلعبوا لُعبةَ النَّارِ، والْموتِ. لماذا ياعمتّي؟ سألَ باسمُ. ردّتْ امُّ صالحَ: هذهِ الْعصافيرُ هي بهجةُ الْحياةِ، تُسقسقُ كُلَّ وقْتٍ تتنقّلُ مِنْ شجرةٍ صغيرة إلى كبيرةٍ ، إنَّها تُحبُّ الْحياةَ.!
نظرَ الاْطفالُ إلى بعضهم مندهشينَ من ْكلامِ امِّ صالحٍ! قالتْ ثانيةً:هيّا ناشدتُكُمْ بالْعصافيرِ الْمرحِةِ انْ تلعبوا ايَّ لُعبةٍ مُفيدةٍ فانتمْ حياتُنا، امرحوا. افرحوا داخل الدائرةِ، غنَّوا كما كانتِ الْعصافيرُ تُغرّدُ، وهي مسرورةُ.
دخلَ احمدُ، و باسمُ، و صالحُ الدائرةَ وهمْ يُنشِدونَ اناشيدَ الْحياةِ.
علي إبراهيم… البصرة… ٢٠٢٢.