من علمك
أيها الليل أن ترشم وشاحي
على الصباحات المنكسرة
من علمك
أن ترسمني حلما عصيا
كسجادة كافرة
من علمك
السفر بي إلى الوطن المنبوذ
ما عاد بجسدي مكان للاجئ
ولا لجثة متحللة
ما عاد في العين دم مهجن
ولا بالشرايين نبضة مستقبلة
أزل نعلك أيها الليل
فكل النهايات محتملة
والبحر ضاق عن حمل رفات اليسوع
وبات يرص موتانا بشواطئه كالأسئلة
ويباغتني المخاض
ولا وطن يولد
فمتى تولد الأوطان
من رحم متحللة
لست الماغوط لأتحرر من ثيابي
ولا بلقيس على الماء أسير متسللة
ولا تعريف الهوية لدرويش
تحل لغز المشكلة
ولا الأدعية على المنابر
تزيل عن جبين الصغير
همَّ الأيام المقبلة
فيا ليل نم قليلا
لعلك تحلم
بحضن الجدات
وقصور غرناطة
وجبال الألب المستعصية
نم لعلك تحلم
بعيسى يحيي موتانا
ومحمد يسري الى القلوب المستغفلة
نم أيا أيها الليل
لمائة عام
لمليون
حتى
لا نشهد
تكرر الموت العصي فينا…