مُنذ خمس وعشرين سنة، رحل رجل من “غرانفيل” إلى إنجلترا. إثر وفاة والده. تنازع الإخوة حول الميراث، وحولوا الاستلاء على نصيبه. تعب من الخلافات، ترك لهم ما يستحقه وانتقل إلى لندن دون أن يأخذ معه فِلساً واحداً، حيث حصل على وظيفة كأستاذ للغة الفرنسية بإحدى المدارس. كان عمره ثلاثين سنة حين تزوج بفتاة إنجليزية، كانت اصغر منه بكثير.
أصبح لهما طفلة. بعد سبع أو ثمان سنوات من زواجه، تفاقم مرض صدره.
سأله أحد أصدقائه عما إذا كانت لديه أي رغبة، حيث أجابه بأنه قبل أن يموت يريد أن يرى بلده.
أدى صديقه تكاليف السفر. هكذا غادر لندن، وهو مريض إلى حد الموت، مع زوجته وابنته ذات الست سنوات إلى “غرانفيل”.
هناك استأجر غرفة من أحد الفقراء يعيشون قرب البحر. خلال المساءات كانوا يحملونه إلى الشاطئ لرؤية غروب الشمس فوق البحر. ذات مساء أحس الجيران أن الموت يقترب منه، نبهوا زوجه بأن الوقت قد حان كي تستدعي الكاهن ليتولى أداء الطقوس الأخيرة.
كانت زوجته بروتستانتية، كانت ضد الفكرة. لكن المريض قال لها: “ليكن كما يقولون”. وصل القس، واعترف المريض أمام كل من في البيت، حينئذ بكي جميع الحاضرين حين سمعوا كم كانت حياته مستقيمة وطاهرة، فيما بعد أراد أن يبقى بمفرده مع زوجته، وحين بقيا وحدهما احتضنها وقال: ” أحببتك”، ثم مات…
لقد أحب فرنسا، وخصوصاً “بريطانيا” والطبيعة حيث رأى الله فيها متجلياً..لهذا أخبرهم عن حياة هذا “الغريب على الأرض”، الذي، مع ذلك، أصبح أحد مواطنيها الحقيقيين..
إضاءة :
فينسنت فان غوخVicent Van Gogh (1853-1890) رسام هولندي، مصنف كأحد فناني الانطباعية. تتضمن رسومه بعضًا من أكثر القطع شهرة وشعبية وأغلاها سعرًا في العالم، . كان من أشهر فناني التصوير التشكيلي. عانى الكثير من نوبات متكررة من المرض العقلي – توجد حولها العديد من النظريات المختلفة – وأثناء إحدى هذه الحوادث الشهيرة، قطع جزءً من أذنه اليسرى
قبل اشتغاله بالفن، والغوص في أتونه، عمل فتره من حياته في مهن كثيرة: مارس مهنة التعليم كمعلم، ثم اشغل في شركة انتاج وبيع لوحات فنية، وبعدها عمل في المناجم.
في سنة 1880 بدأ بالرسم وكانت لوحاته الاولى تتميز باللون الغامق الكئيب حتى لقائه بالرسامين الانطباعيين الجداد فى باريس، فبدأ يقتبس منهم الوانهم الزاهية الفاتحة وقرر ان يطور اسلوبه الخاص به وهو في فرنسا.
وأثناء تواجده بباريس أصبح مهتماً بالفن الياباني، وعكست لوحاته التي رسمها في تلك الفترة الاستعمال الحيوي للألوان المفضلة عند الانطباعيين والألوان اليابانية المنعكسة. بالرغم من أن نه لم يرسم سوى ثلاث لوحات يابانية ، إلا أن التأثير الياباني على فنه كان موجوداً بشكل دقيق وطاغ في بقية حياته
وقد عاش طوال عمره في حالة من الفقر المدقع، لدرجة انه كان يقوم بحرق بعض لوحاته للتدفئة شتاء، وفى حياته لم يتمكن من بيع سوى لوحة واحدة فقط (الكرم الاحمر) مقابل 400 فرانك سويسري (ما يعادل اليوم حوالي ألف جنيه)، بالرغم من انه ترك، بعد وفاته، اكثر من 2000 لوحة وعمل فنى. والجدير بالذكر انه فى 15 مايو 1990 تم بيع لوحة (بورترية الدكتورغاشيط) بـ 82 مليون دولار امريكى!!
في مساء يوم الأحد 27/07/1890 أخذ مسدساً وأطلق على صدره رصاصة مميتة، ورغم جرحه النازف والغائر تحمل على نفسه واستطاع الوصول إلى غرفته حيث انهار على السرير، وقد اكتشفه رافو، مالك الغرفة التي كان يقطن بها.وبعد يومين توفي
الأقصوصة نشرت بالملحق الثقافي لصحيفة “أ ب ث ABC” الإسبانية ، بالعدد 121
EL EXTANJERO EN LA TIERRA
Vincent Van Gogh
Hace unos veinticinco años, un hombre de Granville se marchó a Inglaterra. Tras la muerte de su padre, los hermanos discutieron por la herencia e intentaron arrebatarle su parte. Cansado de querellas, les dejó lo que le correspondía y se trasladó sin un céntimo a Londres. Donde consiguió trabajo como profesos de francés en una escuela. Tenia treinta años cuando se casó con una muchacha inglesa que era mucho más joven que él.
Tuvieron un hijo, una niña. Después de siete u ocho años de casado, la enfermedad de su pecho empeoró.
Uno de sus amigos le preguntó si tenia algún deseo, a lo cual respondió que antes de morir quería volver a ver su país.
Su amigo pagó el coste del viaje. Así, pues salió mortalmente enfermo, con su mujer y su hija, de unos seis años, hacia Granville.
Allí alquiló una habitación a una pobre gente que vivía cerca del mar, por las tardes hacia que lo llevaron a la orilla para ver la puesta de sol sobre el mar. Una tarde, viendo que se acercaba la muerte, aquella gente advirtió a su mujer que era hora de llamar la cura para administrarle los últimos sacramentos.
Su mujer, que era protestante, estaba en contra; pero el enfermo dijo: ”Que se haga como dicen”, Llegó el cura y el enfermo se confesó delante de todos las personas de la casa. Entonces, todos los presentes lloraron al oir como había de justa y pura su vida. Después quiso quedarse solas con su mujer, y cuando estuvieron solas la abrazó y le dijo: “Te he amado”, Entonces murió.
Amaba a Francia, especialmente a Bretaña, y a la Naturaleza y veía Dios en ella. Esa es la razón de que os refiera la vida de este “extranjero en la tierra” que, sin embargo, llegó a ser uno de sus ciudadanos verdaderos.