اخذَ قطيعُ الْأغنام يخترقُ الشَّارعَ، يُسيرُ بنسقٍ واحدٍ يلتفتُ، ويتأخرُ عن الرَّاعي ويصدرُ صوتاً خافتاً اشبه بموسيقى توزعّتْ عليهُمْ. كانَ الرَّاعيُّ قدْ جلسَ على صخرةٍيتآملُ خِرافَهُ الْجميلةالتَّي تلعبُ، وتلهو في الْقطعة الْمتروكةِتنتظرُ ما ستتركهُ البيوتُ. ما سرُّ هذا الْقطيع يدخلُ الْمدينة قادماً منْ منطقةٍ بعيدةٍ.؟كان شاكرُ وابوهُ يقفان أمام بيتهم،
_سالَ شاكرُ اباه :لماذا يجري الْقطيعُ بهدوء.ٍ؟
_ردَّ الابُ:وهل وجدْتَ شيئاً على القطيع.؟
_شاكر : نعم يا أبي وجدتُ فرقاً بينه وبين أصدقائي في المدرسة.!
_وكيفَ؟وانتَ دقيق في سؤالكَ، قال ابو شاكر.
_يا ابي:أصدقائي في الْمدرسة لا يلعبون بهدوء، يضربون بعنف، و يتحركون بقوّة.!
_الابُ ما تصفُهُ صحيحُ، فقطيع الحيوان يأنسُ بعُشبهِومائه؛ والراعي يقظُ بحراستهِ ويراقب بحنان هذه الْماشيةَ.
_ونحنُ يا أبي.!
_ردّ الابُ:انتم في المدرسة تتسرّعون في لعبكم، وكثيراً ما تحتاجونَ إلى نصيحة المعلّم في قضاء وقت الفرصةِ القصيرة مثل مراجعة الدَّرس القادم. او قصّة من احدكم تسمعونها.
_قال شاكر : وماذا بعد يا أبي؟
_إنظر يا شاكر إلى راعي الأغنام، تجد السَّرور على وجهه؛ وهي تلعب، وتمرح بجواز الصداقة التي تجمعها مع الراعي.!
_الآنَ عرفت الفرق، أنّ بعض أصدقائي لا يعرف حقَّ الصَّداقة، ويزعل بسرعة.
_هذه هي الحلقة المفقودة بينكم يابني.
_نعم ياابي فانا أجد صديقي لا يأخذ بكلام المعلم له في تقليل حركته، ومراعاة الطالب المريض، و المعاق.
قال الابُ:سيأتي يوم يتفهّمُ به صديقك كلام معلمه، ويرجع إلى إلحلقة المفقودة _الصداقة المقبولة
_هو يا أبي ما سألتك عنه، قال شاكرُ، وهو ينظر إلى الراعي أصدر صوتاً فهمت منه الأغنام انها ستترك هذه القطعة لتبحث لها عن اُخرى وراء العُشبِ والماءِ