1-رغبات
الشارع مزدحم بالاجساد ،تأكل الارض منهم،هم ياكلون منها،تتفرع افكارهم نحو الافق ،تسدل الستارة عليهم في مسرح الحياة،وحده ذلك الذي يرتدي لحافا في ظهيرة الصيف،يظهر رغبات الاخرين اليه ،كانوا ينظرون اليه بأشفاق لكنه يشعر بالسعادة،من خيوط رغباتهم التي وصلت كل لحظة من لحظات وقوفه المتكررة .2-عنفقة
عند الصباح الباكر نظرت الى ذقنه ،شمت رائحةوجهه من اثر الحلاقة ،ركزت بين شفته السفلى وذقنه،تذكرته قبل يومين كان يجري مسحا شاملا على وجهه،لا اثر لشعرة عليه ،قالت مسرعة :وما هذا الذي بين ذقنك وشفتك السفلى،اجاب بهدوء وهو يضع يده عليها :انها العفنقة تلك التسميةالقديمة ،ردت بهدوء واليوم ماذا تسمي الشعيرات النابتة على ذقنك ،ووضعت يدها عليها ،ها…انها من اثارالعولمة للانسان والتي سيحملها ابن ادم بعد يومين او اكثر ،قال ذلك وهو ينظر الى مرأة الحائط .
3-شمعة
سكبت دموعها البيضاء عند الصباح،ولم نعرف للان لم بكاؤها،تفصصت وسط الماعون الذي وقفت عليه،اخذ الدموع المتصلبة ليعيد تشكيلها من جديد،يبرم الخيط الابيض حارق الشمعة،كان جالسا عند سطح البيت،يجمع فصوص الشموع المتهالكة من الظلام ،واصوات البندقيات تسمع من الشرفات العالية يقطعها شارع طويل،ما اخاف الشموع ألا تلك الاصوات البغيضة كانت تكافح ظلام الليل،ثمة طلقة اصابت الشمعة الجاهزة حتى لا تدمع ثانية،كانت الطلقات تصرخ بالظلام كي لاتجعل نور الشمعة يبسط ضوءه،هكذا كان الاتفاق الساري بينهما لغاية قد لا نصل اليها ..
4-محنة
نظرت الى الفتاة ذات الوجه الابيض،وعينين عسليتين ،لم تشأ ان تنطق بكلمة واحدة لتخفف عني وطأة السؤال منذ بدايةالحرب ،ولكنني نسيت أي حرب ،كنت اشتاق لكلمات مفعمة بالحب والحنان من جحيم نار الحروب ،كان كل ما سمعته منها انه اخي وانت تشبهه،ازاحت عني كثرة الاسئلةومشقة الطريق ،ولكنها لم تقصد أي حرب كانت….