تحشْرَجْتُ بينَ أسنانِه لمْ أعلمْ أنهُ مريضُ بالقلبِ كانتْ أنفاسُهُ تبعثِرُ أشلاءَ جسدِى على مقاطعِ أسنانِه شعرتُ بإختناقٍ شديدٍ وكلما شعرتُ أنه قد حانَ وقتُ القفزِ من بينِ فكيهِ عاودَ فأطبقَ أسنانَهُ عليّ ثانيًا أسمعُ صوتَ أنفاسِهِ تعلو وتهبِطُ. وأنا أصطدمُ معها بجدارِ حلقِهِ
تمنيتُ أن يقذفَنِى خارجَ فمِهِ لتهدأَ أنفاسُهُ لكنّ المذاقَ الحلوَ تغلّبَ على رغبةِ البقاءِ لديهِ حاولتُ أن أنزوِى يمينا أو شمالا لتتسنّى لهُ دفعةٌ هواءٍ جديدةٍ فتصلَ إلى صدرِهِ ليتلقطَ أنفاسَهُ لكنّ كلّ محاولاتى باءتْ بالفشلِ
لم أجدْ وسيلةً لإنقاذِه سوى أن أثبِّتَ نفسى على تاجِ ضرسِه فأمسكتُ به كالعالقِ من الغرقِ لكنه ضغطَ علي بكلِ قوتِه فسحقَ آخرَ ماتبقّى من جسدِى فتسَربَتْ بقايا جسدى إلى حلقِه بسرعةٍ سمعتُ صوتَ حشرجةٍ عاليةٍ جدا. عرفتُ أنها هى حشرجَةُ الموتِ فجأةً تبدلَ تيارُ الأنفاسِ الدافئةِ بتيارٍ باردِ أتى من الخارجِ فعرفتُ أخيرا أنه قد استسلمَ للموتِ وفتحَ فكيْهِ ولكنه احتفظَ بآخرِ بقايا الطعمِ الحلوِ على أسنانِه .طعم البندق.