تَسكّعت في أدغال عقلي المجنون
زادتني الفسحة عمرا ماضيا
الجنون فنون
قابلت سقراط ونابليون
أعترضني يوحنّا وذي النون
إستسلمت لعملية الربط
كل الوجوه ناظرة ناضرة
تتأبط سلاسل مضيئة
سلاسل تربط الأزمنة والجغرافيا
يلتقفني النزاع ووازع الصراع
كنت في يقظتي أم في المجون
شيء من غدٍ يترقب الخيط الأبيض
من الأسود
يُراوحُ على مَهلٍ على وَجَلٍ
صعد خيالي على سفينة راسية على الجودي
تمخر الصخر والجبل
كأن نوحا لم يأتي من قَبِل
كأن الماضي قادم بلا قَدَمٍ
جُزءٌ من دربي سرياليٌ
دربٌ فوق منصّات الخيال
ما الطريق إذن؟
القارب من اللَّدُن
النجاة في جنّات عدن
كتاب المرسى حروفُ مسماريّة
تُشكّلُ الغموضَ للمرة الأخيرة
للعودة الأخيرة
ينسابُ الوقت رمالا في صحراء اليقظة
عند نهاية الجنون
عند غياب الفاصل
ريحٌ صرصر تدكّ حصون العقول
تقلب الطاولة مرة أخرى
خليطُ الأرقام أضاع سنة البداية
الضوء إنحسر في زاوية بلا بشر
قاومتُ قبل الخروج من أدغال العقل
لكن تلك طبيعة البشر.