رفقاً بنا يا ليالي ،
لم يعد الأمر يستحق كل هذا العناء
عجاف السنوات تمضي فقط نحو الخراب
لا ربيع تزهر فيه الأشجار
ولا تتفتح الزهور
ولا الليل يبزغ فيه القمر
ولا النجوم
الشمس متوهجة جداً
أنفاسي تختنق بشدة
رفقاً بنا يا ليالي
لم نعش فيكٍ الحياة كما نستحق
لم نجرب سوى العلقم
قصيدتي شاحبة
شحيحة فيها المعاني
غابت عنها الضحكات ، والبسمات
غائمة جداً
تشبه ليالي الصقيع ، والبرد
كلها رعد ، وزمهرير
كيف أنثر الكلمات في دفاتري
وخصلات الشيب تعانق شعري
وشرائط الحزن تضفرها
من لم يأت،
هل سيأتي ليعانق قلبي الخرب؟
رفقاً بنا يا ليالي؟
ضقت ذرعاً بهذا الوجع الذي لا ينتهي
وهذا الحزن الذي لا يخف
والدمع الذي لا يجف
والرحلة التي لا تعانق محطة الوصول
أسير ، كاسيراً ، بخطى متخبطة ، بلا انتظام
لا أسمع سوى ضحكات العابرين حولي تمزق قلبي الكسول من شدة الحزن
يجرحني جداً الكبرياء
لا أسلم من أوجاعي
عيني تبكي مرارة الفقد
أنفاسي مكتظة بالألم
وقلبي يحدثني عن ربيعٍ سيأتي عما قريب
وأغنية سوف تغنيها روحي
وأنا من وجعي لا أصدق
هل بالأمكان ان تتفتح وردة في كوم وجع
كيف تزهر حياة بعد جفاف ، وقحل
هل بأستطعت رذاذ مطر
أو ندى فجر
أن يعيد لي نضارة قلبي
يزيل عني قسوة الليالي
وتبزغ شمس حانية
ويزول هذا الصمت
ويخفت من قلبي صوت الموت
وتتراص النجوم ، والأقمار بسماء قلبي
وتعزف نشيد ، جديد للفرح ، للحب ، للحياة
وتتشقق من أوصالي الغربة المقيتة
وتتبدل أنغام الألم، بلحن سعادة
قلبي محطم جداً
الغيمات لن ترويه
والفرح لا يفكر فيه من شدة الحزن
وتصبغات شمس الفقد
والزهور تساقطت منه
كل قصص الأمل اقرأها بعمق
أحفظها عن ظهر قلب
قلبي يشتهي أن يعود بصدق للحياة
أن يعش ما لم يعشه من قبل
أن يجرب العيش من جديد
ويأخذ فرصتة الأخيرة .
هل لي ببسمة… بوردة .. بتاج فرح
من صبية بهية
تقول لي أنا عوض الحياة لك
قبلة اعتذار عن قسوة الليالي لك
وأغنيتك الجميلة ….