وحيدة في محطة القطار، منزوية في ذلك المكان الصامت، تستمع إلى أفكارها المغتصبة ماذا لو أخذها القطار إلى وجهة مجهولة وبعيدة ، هل ستجد، من يسأل عنها ويتفقد غيبتها، من يستوحش الدنيا بدونها ومن ومن …
بحثت في وجوه المسافرين، علها تجد من يؤنسها، تمنت ان تحدث تلك المفاجأة التي تتوق إليها وكأن الزمن يعاندها ويحيي ما تكلس في خاطرها المكسور.
ها هي منذ الصباح تنتظر وصوله: القطار الاول مر دون الالتفات إليها، وهاهو القطار الثاني يصدر صوتا بأنه لن يتوقف في محطتها، مزال هناك متسع ليأتي الثالث لابد أن يتوقف.
كل حين تنظر لهاتفها فهو أيضا متعب ولا يريد أن يزعجه أحد، لذلك فضل الصمت .
جلست القرفصاء مستغربة لفرحة المسافرين بلقاء أحبابهم، يتعانقون بالأحضان والفرحة تتطاير من وجوههم .
تذكرت آخر حضن كان من والدتها، وها قد مرت سنة على غيابها .
سمعت صفير القطار معلنا وصوله، تمنت أن يأخذها إلى ما لا نهاية.