في المقهى
سيجارة و كوب قهوة
و أصوات روادها المتناثرة
في المقهى
أنا و عقارب الساعة
في سباق لا يعرف التسلية
أنظر إلى الثانية
تذبح الثانية
لا أعد الجرائم المتتالية
و لا أعلم
هل من سبيل
لكي لا أشهد المذابح
بقلب من حجارة
ذي عيون خرساء
و أيد مكبلة عاجزة
في المقهى
أترشف عقارب الساعة
أترشف اللسعات
أترشف الساعات
أترشف الموتى
أترشف القهوة
المرة الباردة
دمى متحركة
كالدمى نتحرك
تحرك خيوطنا
المتصلة بالعلى
رياح تارة
تقوى
و تارة تفتر
و طورا تخفت
إحساسنا
بالزمان و المكان
مولود لا ينطق
لا يتحرك
لا تدري أهو
حي أو ميت
عيوننا جاحظة
في السماوات
ننتظر
نرقب
أيدينا مكبلة
لا خيار لنا
إلا أن
نهذي
لا نرتاح
و لا نتعب
لا نملك حتى
أن نصحو
أو نرقد
نعتقد أننا
سنخلد
إن اِشتهرنا
بما نترك
و ما تركنا
و ما سنترك
كتاب
يمحوه النسيان
و تبليه السنون
كأنه لم يكتب