الِّلصُّ الَّذِي تَسَلَّلَ إِلَى ذَاتِي
ثُمَّ إِلَى دَفَاتِرِي
سَرَقَ قَصِيدَةً بِإِيقَاعِ جُرْحٍ نَازِفٍ
نَشَرَهَا عَلَى حَبْلِ الْأُفُقِ الْأَزْرَقِ
لَكِنَّهَا تَبَلَّلَتْ بِمَوْجَةٍ هَوْجَاءَ
فَصَارَتْ سَمَكَةَ رَايَةٍ
اِصْطَادَتْهَا قَصَبَةٌ نَبِيلَةٌ بِشِصٍّ مَعْقُوفٍ
بَاعَتْهَا فِي سُوقِ السَّمَّاكِينِ بِوَرَقَةِ خَرِيفٍ
بِالصُّدْفَةِ كُنْتُ أَنَا الْمُشْتَرِي الْمَلْهُوفِ
أَخَذْتُهَا إِلَى الْمَطْبَخِ لِلتَّتْبِيلِ
تَمَلَّصَتْ مِنَ الْمَشْرَحَةِ
غَاصَتْ فِي مُسْوَدَّاتِي
فَاسْتَوَتْ عَلَى الْبَيَاضِ قَصِيدَةً مَالِحَةً
سَأَلْتَهَا عَنِ الِّلصِّ الْغَرِيبِ
بَاحَتْ لِي بِالسِّرٍّ :
” هُوَ شَيْطانُكَ الْمُلْهَمُ
أَوْحَى لَنَفْسِهِ أَنْ يُغْوِيَ الشِّعْرَ وَالشَّاعِرَ بِاقْتِصَادِ السُّوقْ ….”