لا أعرفُ شيئاً عن الحبِّ يا أبي
/
أنا لا أعرفُ شيئاً عن الحبِّ يا أبي
أخافُ من عيونَ الرجال
أخاف الاقتراب
الفراشاتُ التي تنبتُ عبثاً على جسدي
تخشى الاحتراق
تخافُ السقوطَ في ليلٍ طويل
لذلك أخبئُ قلبي في علبةٍ مغلقةٍ في دولابِ أمي
و أخيطُ ثقوبَها بخيوطٍ ملونةٍ
كي لا تمزقها ريحُ الهوى
وتُفرغني في كفِّ رجلٍ لا أحبُّه
تنطفئُ فراشاتُ قلبي
وأحلِّقُ وحيدةً بدون أجنحة
الشوقُ العالقُ في خصلاتِ شعري
والثقبُ الكبيرُ في صدري
الحزنُ العالقُ في ظلِّي
يذيبُ شموعَ الأنثى التي أحملها في داخلي
أنا لا أعرفُ شيئاً عن الحبِّ يا أبي
ما أعرفه ان هناك امرأةٌ يائسة
تجلسُ كلَّ ليلةِ قرب النافذة خلفَ الضوء
تهدهد عصفورةَ قلبها التي وقعت في الحب
كي يهدأَ شوقُها
تشتعلُ وتنطفئُ في عيونِ الوقت
تتوهمُ أنَّ الحبَّ عظيم
تؤلمها رائحةُ الحبِّ العالقةُ على شفتيها
تغني لرجلٍ تدمعُ عيناها لأجلِه، ولا تراه
أنا لا أعرفُ شيئاً عن الحبِّ يا أبي
خذني إلى الحديقة
في الوقت الذي تتعانق فيه الأزهار
حيث يختبئُ العشاقُ من عيون المارة
يسرقون قُبلاتٍ بطعمِ الخوف
حيث لامكان للحب
خذني إلى البحر
حيث ترمي النساءُ الحزيناتُ ذكرياتهن
وتدفنُ الفتياتُ الصغيراتُ
قصصَ الحبِّ في رمالِ الشاطئ
خذني إلى النهرِ حيث تستحمُ النساء
من خيبةِ الحبِّ وهن عارياتٌ كسنابلِ القمح
خفيفاتٌ كالظل
أنا أيضاً
كنتُ أودُّ أن أكون حبيبةً لرجلٍ مثلهن
لكني وضعتُ قلبي في علبةٍ مغلقة
ورميتُ المفتاحَ في النهر
فوجدته في المقبرة
تحوم حوله أشباح مخيفة .
من نصوص #وجع_الرغبة_لنساء_صغيرات .