الشمس في وسط السماء،حرارة تلفح كأنك بفرن، الطريق الرئيسية شبه فارغة،والسراب يضرب من بعيد كأنك أما جب ماء،أجلس تحب شجرة كبرت أغصانها من أجل نحن،الذين بدون مأوى،هناك بجانبي يقف بسيارته،ويتجه نحو الشجرة ليتبول،أصده فيجيبني:هذه أرض الله ياحمار.
اتذكر أمي وهي تقول:البطن العامرة لاتحس بالبطن الفارغة،هذا الذي يملك سكناه هل يعرف معاني الشجرة ودورها؟،أتركه يتبول،وبعد ذلك أتيت بسطل ماء وصببته فوق البول،الماء يغسل الجذام،لكنه لايغسل سواد القلوب.
وبيدي رواية”غزوة”لعبدالكريم العامري، أكملت ثمانين صفحة،وتذكرت أن زفزاف كان يقرأ خمسين صفحة،لهذا توقفت وقلت مع نفسي كم من غزوة يحتاجها المجتمع العربي،أعددت لكن الحساب طال،ونسيت الكل،وعدت أتفحص الرواية من جديد حالما بخلق حيوات اخريات متوازية مع حياتي.
يطير عصفور من الشجرة،واخر من قلبي،احس بخوف شديد،وأحمل عيني لأرى محلي،فأرى من بعيد طفل يحمل عصا وهو يكسر في الأواني الخزفية،أتجه نحوه ضابطا نفسي،وحاطا أعصابي في الثلاجة،أسأله لماذا تكسر؟.
رقيق البنية نحيفها،أبيض الوجه،بعد مجيئي تحول اللون إلى الأصفر،باكيا وناكرا فعلته،أعدت السؤال بطريقة اخرى،لماذا كسرت هذه الأواني ؟،اذا أحسست أنك صدقت سأحررك من قبضتي ويدي من يده تمسكه.
سكت قليلا وأجاب:أبي توفي العام الفائت وأمي تركتنا انا واختي لحالنا،عدت إلى الشجرة لتظللني واعتبرتها أمي التي لم ولن تتركني،تاركا وراء ظهري الأواني المنكسرة وانكسارات الطفل لعلها تلتئم ذات يوم.