الديوان :مجموعة نصوص شعرية للأديب المغربي عبدالقادر محمد الغريبل الموسوم “”لا أحد يكرهني كثيرا””
يتضمن بين دفتيه27 قصيدة شعرية
عدد صفحاته 70من الحجم المتوسط
صدر عن جامعة المبدعين المغاربة بالمغرب في حلة أنيقة
لوحة غلافه: صورة من اقتراح المؤلف
كتب مقدمته : الناقد والمبدع المغربي حسن أجبوه
المقدمة:
بثبات وشغف وحب، يتلمس الشاعر الاستاذ عبد القادر الغريبل، طريقا وجوديا أوجده لنفسه و فتحه أمامنا، منقادين طواعية للتمسك بتلابيب الحياة، هي خطوة أولى نحو الانعتاق الأنطولوجي من شرور الماضي والحاضر، ليستلهم لنا ديوانا شعريا، هو مفتاح استطيقي للسمو والارتقاء بالمعنى و توطين ذكي لمعاناة الانسان، واستشراف ماتع للمستقبل.
ديوان ” لا أحد يكرهني كثيرا ” هو باكورة جهد جهيد للشاعر، بعد سنوات من الألم و الممانعة، كتب لهذه الكتابات أن تجمع و تنشر لتكلل الاستاذ عبد القادر كأيقونة حية، تخاطب ذواتنا و تستعطف كبرياءنا.. قصائد منتقاة بعناية فائقة، لتساءلنا جميعا عن جدوى العيش والبقاء متحصنين بأبراجنا العاجية، ننتظر خلاصنا…
تعددت تيمات الديوان المتكون من 27 قصيدة، وهذا طبيعي لكون الشاعر هو نتاج محيطه المشمول بالألم والأمل.. وقد تم اختيار قصيدة ” لا أحد يكرهني كثيرا ” كعنوان حذق و متلبس لمواضيع الديوان، فالشاعر الإنسان يتأرجح بين كفتي ميزان ( الشر/ الخير).
تارة ينحو وجهة السلم وينتصر له.. وتارة ينبري للعزف في اغوار الحقيقة، تلك الحقيقة المزيفة :
” أين بقية الحقيقة
الحقيقة مبتورة
إربا إربا هي مقطوعة
لا تتجمع تفاصيلها” قصيدة عنواين بارزة.
وهكذا يطغى الفعل الاستهلاكي الذي جرد الانسان من آدميته هو المحرك لفعل التشييء :
“والحقيقة واضحة بما فيه الكفاية
أننا مجرد بيادق لرأسماليين ملاعين
في لعب تسويقهم”.
قصيدة ملصق الدعاية.
وهكذا يبحر بنا الشاعر بلغة انسيابية في المحظور بلغة شاعرية، تدخلنا في دهاليز الوحدة و الاحتضار، ويدعونا للرحيل :
“بادروا ارحلوا عن هذه الأرض الموحشة
غادروا مراتعها اللعينة”.
قصيدة: ارحلوا قبل فوات الاوان.
فهل نستكمل حياتنا في خضم المجهول أم نأمل بحياة بئيسة و نتشبت بإرادة البقاء كما دعا لذلك الفيلسوف نيتشه :
“الكل يدير ظهره لي
لكوني مفلس لا أملك
إلا دموعا سخية”.
قصيدة : حب البقاء.
يقينا أبواب الأمل مفتوحة أمامنا، مادامت الكلمات النفيسة للشاعر الأريب الاستاذ عبد القادر، تمنحنا تلك الجرعة البلسمية، لمناكفتها..
عمل ابداعي مطواع، يستحق القراءة والاستمتاع. بالتوفيق والنجاح .
—
أديب، ناقد ومبدع