رغم وفاة زوجته منذ زمن طويل تاركه له أربعة من الأولاد وبنت هي أصغرهم. عانى سليم في تربيه أولاده رافضا أن يتزوج حتى لا يعاني أبناؤه من تجربه زوجه الأب فهو قد عانى منها في صغره. وأصبح ممزقا بين العمل وتربيه الأبناء وكانت تساعده في تربيه أبناؤه أخته ثريا التي طلقت من زوجها لعدم الإنجاب فانتقلت لبيت سليم بعد وفاة زوجته وأصبحت الأم والأخت لهم.
مرت السنوات سريعا وكبر الأبناء منهم من سافر إلى الخارج للعمل في الخليج ومنهم من التحق بالعمل في محافظات أخرى
وتزوجت البنت الوحيدة وأنجبت ولدين سمت الأول علي اسم أبيها سليم حب وتقدير له علي تضحيته في سبيل تربيه أبناؤه وتعليمهم حتى حصلوا جميعا على شهادات جامعية وبتفوق.
تقدم لثريا أحد أثرياء القرية بعد وفاة زوجته ورحب سليم بزواج أخته من ذلك الرجل الصالح الذي كان لها العوض عن حياتها التي عاشتها في رعاية هؤلاء الأيتام حتى وصلوا إلى. بر الأمان
اصطحب مرعي ثريا لرحلة حج وأقامت معه في فيلته المطلة على النهر في أجمل منطقة بالقرية حيث مشاتل الزهور وحدائق الفاكهة التي يملكها مرعي
وصارت صداقة بين مرعي وسليم حتى أقترح عليه مرعي الزواج بعد أن أدى رسالته وزوج ابنته
اختمرت الفكرة في رأس سليم ولما لا وهو يعاني الوحدة والفراغ خاصة أنه خرج علي المعاش منذ سنه وأصبح البيت فارغا بعد زواج ابنته وأخته وسفر أولاده للعمل في الداخل والخارج.
بدأت رحلة البحث عن زوجه برعاية الحاج مرعي ووجد في رحلته الكثير من المشقة في سبيل الحصول على زوجة مناسبة
فمنهن من رفضته لأنها تحصل على معاش والدها ولا تحتاج إلى رجل ومن تحرج من الزواج لأنها أصبحت جدة ومن يرفض أولادها زواجها بعد وفاة والدهم حيث يعتبر الأولاد ذلك عدم وفاء للأب
وقد عرض على الكثير الزواج عرفيا لحفاظ السيدة على معاش والدها أو زوجها ولكن الجميع رفض لأن الزواج العرفي لا يضمن لأي سيده إي حقوق في الميراث أو النفقة في حاله الطلاق وان الزواج العرفي غير معترف به اجتماعيا.
اتجه إلى ناحية أخرى وهي المطلقات الأصغر سنا ولكنه وجد شروطا عجيبة للزواج فمنهن من تريد أن يكتب لها كل أملاكه أو المنزل الذي يمتلكه حتى توافق على الزواج بحجه تأمين مستقبلها معه وحتى تضمن ألا يحاربها أولاده بعد وفاته.
امتعض سليم من تلك الشروط التي حولت الزواج من علاقة سامية إلى عقد تجاري يغلب عليه المصلحة والبيع والشراء أكثر من المودة والرحمة
وقتها أحس سليم بإلياس من الزواج حيث وقع في براثن مكاتب الزواج الوهمية التي تأخذ رسوم ولا تقدم شيئا والجمعيات الخيرية سواء العامة أو التي تتبع المساجد التي تتلقى الطلبات وتلقيها في أدراج المكاتب
حتى الأصدقاء كانت الكلمة التي يسمعها منهم دائما امشي في جنازة ولا تسر في جوازه
في وسط هذا الزخم والإحباطات التقي سليم بعبلة في مكتب البريد أثناء قبض المعاش. تعرف عليها
هي سيدة في العقد الخامسة من عمرها طلقت مرة أنجبت من تطليقها بنتين وترملت مرة وأنجبت من الزوج المتوفي ولد.
كلهم تزوجوا وكانت تتنقل بين بيوت أبنائها في مقابل إعطائهم معاشها التي كانت تحصل عليه.
بعد عده لقاءات عرض عليها سليم الزواج ووافقت حيث ملت من التنقل بين بيوت الأبناء ولكنها اشترطت أن ترسل معاشها إلى أبنائها وأن يتكفل سليم بمصاريف الحياة دون أن يسألها أي مبالغ مادية تساهم بها في منزل الزوجية
وافق سليم وتم الزواج.
وبعد الزواج بعدة أشهر بدأت عبلة طلب الأموال من سليم حتى تساعد أبناءها فهي تحتاج أولا شراء فيزا للابن حتى يسافر السعودية للعمل هناك ودفع سليم مبلغ كبير في شراء الفيزا
ثم طلبت شراء أثاث جديد للمنزل واحهزه كهربية
وهكذا كل فترة تطلب مبلغ من المال
وبدا سليم في سحب رصيده من البنك على فترات تلبيه لرغباتها
فقد ساهم في خطوبه حفيدتها الكبرى
وعلاج بنتها الوسطى
وسفر ابنها إلى السعودية والصرف على عائلته حتى يستقر في عمل هناك
وبدا نزيف الرصيد البنكي
فقد خلال أربع سنوات كل مدخراته
وأصبح يحتاج إلى أموال حتى يستطيع أن يفي بمتطلباتها التي لا تنتهي
وهي ترسل كل معاشها لبناتها وابنها.
عرض المنزل للبيع حتى يستطيع أن يستثمر ثمن البيع في وديعة بنكية تساعده في مواجهة طلباتها المتعددة.
وعند عرض المنزل علم الأبناء بذلك
تجمع الأبناء الموجودون داخل مصر وعاد من عاد من الخارج في أجازه قصيرة لأثناء الأب عن بيع البيت خاصة أن معظم أبنائه لم يتزوجوا بعدا ويحتاجون المنزل في تأثيث بيت الزوجية لهم
دار صراع بين الأب من جهة فهو مالك المنزل
وبين الأبناء الذين يحاولون منع الأب من بيع المنزل بعد أن فقد رصيده البنكي في سنوات قليلة من زواجه بها
قرر الأبناء أن يقاطعوا الأب في حاله استمرار تلك الزيجة وبيع المنزل.
ومع إصرار الأب
قاطع الأبناء والدهم. وباع الأب البيت وفتح مشروع سوبر ماركت
وبعد سنه من فتح المشروع شب حريق في السوبر ماركت نتيجة ماس كهربائي وعندما علم الأب بذلك أصيب بجلطة في المخ وتم نقله إلى العناية المركزة
وقتها اتصلت عبلة بابناوه وأخبرتهم أن والدهم بالعناية المركزة
وعندما حضر الأبناء وجدوا الأب في حاله خطيرة
فتم نقله إلى أحد المراكز المتخصصة لعلاجه وتضافر الأبناء في علاج الأب كل منهم يتابعه ويسهر على راحته في المستشفى
في الوقت الذي انسحبت عبلة في هدوء في انتظار ماذا ستسفر عنه حاله سليم وجلست عند إحدى بناتها تراقب الموقف عن كثب
بعد فترة خرج سليم من المستشفى يعاني من شلل نصفي
وقتها طلبت عبلة الطلاق
فقد أصبح سليما مشلولا وفقيرا
وقتها رمي عليها سليم الطلاق وذهب للعيش مع ابنته.
لم يلمه أحد من الأبناء على تلك التجربة القاسية التي أفقدته كل ما يملك واتت علي الأخضر واليابس
وطلبوا منه الدعاء والعوض من الله
وعاد الأب إلى أبنائه
وأما عبلة فبعد الطلاق
تبحث عن زوج جديد