لاأخفيكِ أنني شجرةٌ يابسةٌ
على طريقٍ مهجور
عِيارٌ قديمٌ أهملُه باعةُ الذهب
ولم يعد يصلحُ قلادة على جيدِ الوقت.
أصابعي ليست مرنةً، يابسةٌ أيضا
كلما رحت أحكُّ بها ظهرَ الحياةُ
أخدشُ جلدَها
فاخجلُ أنْ أمررَها على أوتارِ أحلامِك.
إسمي من أربعةِ حروفٍ،
لكنه طويلٌ على فمِ الحياةِ
فلا تستسيغ نطقَه،
لذلك لم يعد أحدٌ يشغلُ نفسَه
بهذه المسافةِ الصوتيةِ الطويلة.
أفكر أنْ أسافرَ
الى أيِّ جملةٍ ليس فيها روائحُ قمصانِك
إلى أيِّ بحرٍ لاعلاقةَ له باوزانِ شعرِك.
الى أيِّ نجمةٍ
ليس لديها فكرةٌ
عن أوقاتِ المدِّ والجزرِ
في أنهارِك الناعمة.
أحاولُ أنْ لاأدخلَ إسمي على حروفِ الجرِّ
فتسحبني الى مكعباتِ ثلجِك
وكأسِك البلوريِّ الشفاف،
فترتشفينني على نخب الغرباء دفعةً واحدة.
أنا الآنَ متاحٌ في الزوايا البعيدةِ،
أحتطبُ مِن شجرِ الغاباتِ
لغةً لوحدتي.
أتذكرُ الآن إسمي؛
كيف كان فستقا بفمِ الصبايا،
يبقين مذاقَه في حقائب أحلامهن.