من بحر عينيها تبدأ في الرحيل
موجة تخترق الظلام الدخيل
ترنو للأفق البعيد
تذوب في زوايا المكان
تعشق شهوة الصعود في الزمان..
عينان كماء البحر أملا تشعان
لغد بعيد كأنه وميض قنديل
لم تتم بعد العشرين
كل عام هي نجمة في عمر السنابل
لكن..
في صدرها جراحات سنين..
الأب يمتطي دوما حصانه الأبيض
بحب أن يجوب الحقل طولا وعرضا
يتفقد شجر الزيتون والنخيل
يعود منتشيا وفي سلته بعض التين
وفي كل ليلة يوصي الأولاد
أن صونوا العرض والبلاد
وكونوا كحزمة العود
قويا إن ٱجتمع
ضعيفا إن ٱفترق
كذلك أنتم عند الخصام والعناد..
الأم كانت تعد العشاء
خبزا وجبنا وحساء
وتتمتم بعض الكلام
أطال الله في عمرك
أيها الفارس الهمام
حميت الأرض
وصنت العرض
والحقل حرست والزيتون والرمان
العينان الجميلتان
تجوب زوايا المكان
تخترق حواجز القلوب
تذكي حماسة في النفوس وإقدام
صاح الأولاد
سنحمي أبانا البلاد
ونثور ضد كل غاصب قد ٱعتدى
نحمي العرض بكل قوانا
ونسقي الأرض بدمانا
ونحرس النخل والسنديانا
العينان الجميلتان
أضاءت زوايا المكان
وصعدت بشهوة العشق في الزمان…