أنا طفل في سن العاشرة و أبي فقير لا يمتلك شيء غير قوت يومه وكنت ألعب مع الأطفال في سني ولكن كانوا أفضل مني في ملبسهم ومأكلهم وأباءهم يمتلكون كل شيء وكانوا لا يحبون أن ألعب معهم بسبب لبسي ومظهري وكان أبي يعمل ويكد من أجلنا أنا وإخوتي ولكن لا يمتلك أن يشتري لنا ألعاب أو حلوى أو أي شيء من هذا القبيل وكنت أنا لا أعرف لماذا أنظر لأي شيء مع الأطفال الآخرين .. وفي ذات يوم كنا نلعب وفجأة حضر أب لأحد الأطفال الذين ألعب معهم مشتريا لابنه حلوى في علبة وأعطاها لابنه لكي يوصلها إلى منزلهم وكنت أنا أقف فنظرت إليها بامعان وفجأة وفي لمح البصر كنت خاطفها وخرجت أجري وأجري حتى وصلت منزلنا وكان أبي بالمنزل ونظر لي نظرة وقال : ما هذا الذي بيدك ؟! وكنت ألهث من الجري وفرحتي بالعلبة فقال أبي : ما هذا ؟!
قلت : علبة
فقال : من أين ؟! وما بها ؟!
قلت : حلوى
فقال : من أين ؟!
قلت _ وكذبت _ : أعطاها لي أحمد
ولكن في نفس الوقت كانوا الأولاد قد وصلوا وقالوا : ” شوف يا عمو ابنك خطف العلبة من أحمد ”
فوجدت أبي لم يتمالك نفسه من الغضب وخطف العلبة من يدي وأعطاها لأحمد وقال له : ” احنا آسفين ”
وبعد أن خرجوا من المنزل لطمني أبي لطمة لم أنساها فبكيت بكاءا مرا وبحرقة وبكيت كثيرا حتى نمت فحلمت حلما جميلا حلمت بأن منزلنا كله ملآن بالحلوى والألعاب والذهب والمجوهرات فكنت فرحان وأجري وأرقص وآكل من كل الحلوى التي بالمنزل وأقوم وأقعد وأصفق وأصفق فوجئت بأبي يوقظني من النوم ويقول : ” يا عبد الرحمن اصحى يا عبد الرحمن لماذا تصفق ؟! ما بك ؟!
فصحوت فوجئت أن المنزل مليء بالناس الأولاد وآباءهم كلهم يقولون :” اصحى يا عبد الرحمن اصحى “
ففتحت عيني وإذ بي أفاجأ بآباء الأولاد وكل واحد منهم يحمل علبة مذهبة بالألوان المزخرفة بالأصفر والأحمر والأخضر فقلت : ما هذا ؟!! فقالوا : هذا من أجلك يا عبد الرحمن هل أنت سعيد الآن ؟ فبكيت كثيرا وقلت أنني آسف على ما بدر مني لأنني أخطأت خطأ كبيرا في حقي وحق أبي الغالي فأنا متأسف جدا يا أبي وسامحني فقال أبي : إنني سامحتك ويجب أن تحمد الله وتقنع بما قسم الله لك فقلت : ونعم بالله يا أبي .