كلما افزعتني الذكريات
مررت على ماتبقى
من أصدقاء الطفولة
أقارن بين جلدي وجلودهم
بين رغوة الصابون على أجسادهم
والكريم الذي اتعمد
استخدامه في المناسبات
أفكر بعيون الوقت
وأنا أرى التجاعيد تشد من أزر السنوات المارة
على عواتقهم
كنت أكثر جلدا منهم وأنا أسابق الريح للوصول
إلى طائرتنا الورقية المحلقة بعيدا
لا أعود إلى البيت
وجيبي مليئ بالخسارات
وحين تعنفني أمي على تأخري بالذهاب
إلى المدرسة
أترك الفطور جانبا
ترواغ الجوع الجاثم علي ّ
تعود إلى البيت
بعد أن تكمل طقوس حرصها
فلا تجد غير معلم القرآن
لتوصيه بي خيرا
وترسل بعضا من الخبز
معه
في نفس الاتجاه الذي يجري طابور الصباح
كانت أصابعي العشر
متورمة لحرص معلمي
على ايصال خدماته المجانية دون أسباب لحدوثها
بأي خرطوم قد يجده أمامه
فأخرج بدرس منتفخ العينين واليدين
واتعلم أن كسرة خبز من يدي أمي
خير من سنابل قمح بيد من يدعون
حبهم لنا