لقد جاش في صدري من الشوق وارتوى
فأورق عشقي بالتنهد واعتمل
غفوت وفي الأنفاس لحن شفاهها
فأجهد قلبي بالتأوه وانشغل
كتمت من الاهات بعض توجعي
فزاد فؤادي بالتوجع واشتعل
وروضت في قلبي التوجع والأسى
فقوض أحلامي وأوثق واعتمل
تضرعت حتى قرح الدمع مقلتي
فلا الدمع أغناني ولا العشق قد أفل
وكرست دهري للتصبر فاشتكى
وأرق جفني بالتوجع واكتحل
وقدمت نفسي تفتديك ضحية
لعينيك حتى سامني الحزن واستهل
وكنت إذا مارمت وصلا من الهوى
أمد بروحي للتلطف والغزل
اصلي صلاة العشق ليلا كأن بي
جنونا من العشاق طاب ولم يزل
وأمسيت لا أدري أبالرقص نشوتي
أم الرقص أغواني فهمت على عجل
أتدرين أني في غرامك هائم
وأن فؤادي ذابه العشق والخجل
وجئت الى مأواك أشكو بما جرى
علي فاشقاني من البعد ما حصل
تقولين صبرا فالهوى فيك حائر
وفيك بما يودي الأصحاء للأجل
فإن رمت أن تبقى على العشق صابرا
فإن سبيل العشق قد ضاق بالعلل
وإن كنت لا تدري ففي القلب غصة
أفاضت كدمع الشمع والتام بالعسل
كأنك مكلوما فلا السهد شافيا
لقلبك فاهنأ بالتنهد والقبل
حنانيك قد أضنى بي الدهر بعد ما
علمت بمن قالوا من العشق ماقتل
أصابك سهم بالملامة وارتقى
الى عاليات الصرح بالشعر وارتجل
عشقت وما في الأرض حبا لأرتوي
وهل يرتوي بالعشق من قارب الأجل
وقد أسهد العشاق وصلي من الهوى
ولكن عشقي شابه الحزن وارتحل