ماذا يفعل الذي لم يعد يطيق تعاليم المجوس ؟!
في الصحو
تراودني القصيدة ، تحاصرني رؤاياي ، في قفو الرمل
أمضي أجتر الذكري ،أساءل الكتب الصفراء
ماذا يقدح في الصحراء ؟ !
ماذا يجري هاهنا ؟؟؟
تتقاذفني الطريق ،امضي في التيه
اغرق قي رمل القصيدة و طيف امي الأخضر
وسبحة ابي الصفراء .أصيح :
أبتاه لامنجي للهلالي من البحر
هذا طريقنا الذي لاينتهي
وأصيخ السمع
يا عبد الله البري اين المفر؟ اين المعبر ؟
البحر من امامك والعدو من وراءك
يا عبد الله البري
البحر من امامك وراسبوتين من ورائك وأهل الرمل وأهل البحر .
واصيح :أنا الهلالي
انا عبد الله البري
انا عبد الله البحري
انا عبد الله النهري
يا أبتي لامنجي للهلالي من البحر
في الصحو تراودني القصيدة ،تسألني وأسأل
يا برازخ الله التي اكتهلت بها العزلة ،أين أعبر
في الصحو تراودني القصيدة وأسأل
ماذا يفعل ؟
الذي لم يعد يطيق تعاليم المجوس ؟
أمشي حافيي القدميين علي الرخام ،
وزخم السنين يحاصرني
لاشيء يشاطرني هذا الصباح ثقل اجترار الذكري
وخطط محاولة النسيان والقلق المبكر يا امي
في الصحو تراودني القصيدة
ماذا يفعل صباحا ؟
الذي لم يعد يطيق تعاليم المجوس
ماذا يفعل الذي سرقوا منه النصوص ؟
وصورة يبتسم فيها لإسمه وظلاله
ماذا يفعل الذي يجلس في الشرفة هاهنا
يأكل خبزا حافيا
ويشرب قهوة malongo
ويحدق في المارة ويفكر في سؤال الجارة
متي سيرحل ؟؟
ويلعن الكهنة الذين أغرقوا العالم في وحل اللاهوت
وصاحب الحانوت الذي يراوده علي الستين والخمسين
والعشرين .
يفكر في الهجرة إلي امريكا
وصاحبه الذي تزوج من مونيكا
ماذا يفعل صباحا
الذي لم يعد يطيق تعاليم المجوس ؟
ماذا يفعل الذي لم ينم سوي ساعات
واستيقظ منهكا من خيالات ليلة قحط
ترادوه مسرات جنة عدن
و رغبة جامحة في التدخين ،
والغطس في المحيط الاطلسي
ورغبة كبري عارمة
في الخروج من دوائر الوقت البرزخي
من سديم الزمن اليكسومي
ووطأة تخيل نهاية المعركة مع الاوغاد
من اين يخرج ؟
ومن اين الخروج ؟
واين “مدينة الاين “؟!
ابتاه لامنجي للهلالي من البحر
راسبوتين لم يخرج من الصحراء
ولن يخرج منها . أبدا ما داموا فيها
فتعالي نقاتل وحدنا
ماذا يفعل صباحا
الذي لم يعد يطيق تعاليم المجوس ؟
غير الخداع والتظاهر بالسعادة
للتي تراوده الوصال في الماسنجر
ما جدوي ان يعيش الهوي العذري الالكتروني برهة وجيزة
أن يتقمص دور جميل بثينة
وفي القلب تشتعل الحرائق ويموت الهوي عبر الاثير
ما جدوي تخاطر العقول ، ان تصير الرغبة “فحل حمام بري ” مذبوح ،وبين العاشقين بحار وأنهار
ماذا يفعل صباحا الوحيد البعيد
الذي يحدق في الصورة
وفي فصول مديح النساء الأكبر سنا
يقرأ تاريخ النساء
ويختلط عليه الواقع بالخيال
في نقطة فاصلة بين الرمل والزبد
يشعر بالحنين يأخذه إلي غوايات البنفسج
والشعر إلي
سعدي يوسف ” في البراري حيث البرق “
ومحمود في الدرويشية الحزينة
وليكن
لا بدّ لي أن أرفض الموت
وأن أحرق دمع الأغنيات الراعفةْ
وأُعري شجر الزيتون من كل الغصون الزائفة
فإذا كنت أغني للفرح
خلف أجفان العيون الخائفة
فلأن العاصفة
وعدتني بنبيذ
وبأنخاب جديدة
وبأقواس قزح
ولأن العاصفة
كنّست صوت العصافير البليدة
والغصون المستعارة
عن جذوع الشجرات الواقفة
وليكن …
لا بد لي أن أتباهى بك يا جرح المدينة
أنت يا لوحة برق في ليالينا الحزينة
يعبس الشارع في وجهي
فتحميني من الظل ونظرات الضغينة
سأغني للفرح
خلف أجفان العيون الخائفة
منذ هبّت في بلادي العاصفة
وعدتني بنبيذ وبأقواس قزح”
“
يوقظ الكامن فيه “
يحب الشعر صباحا
يحب مظفر النواب
يبكي علي ابواب الاهواز
يحب عز الدين المناصره
خارجا من البحر الميت
وعائدا إلي الناصرة
يحب محمد الثبيتي ” يدير مهجة الصبح ويصب وطنا في الكؤوس يطيح الرؤوس “
يحب قاسم حداد يمشي مخفورا بالوعول عن سلالة الغبار ومرح الذبيحة ونهايات البحر
يحب آدونيس يكتب مقدمة لتاريخ ملوك الطوائف
يحب ريلكة في ساعاته وصوره ومراثيه
يحب البرغوثي
يجلي عن الروح البراغيث
يحب ان يكون ابدا بين اللوز
ليشهد البروق ، والشعر وقيامة الحزن
وطعم الموت الريلكي الناضج
يحب نيتشة علي قمته
يمتطي حصانا ابيضا في الفجر
يحب هرمان هسه
في ” تجوال ” يجلي عن القلب الحزن
يحب بوشكن أسيرا عند القوقازيين
ورامبو في عدن
يحب جلال الدين الرومي
بصحبة دراويش قونية يقرأون المثنوي ويرقصون
يحب العطار النيسابوري
خارجا من البحر
يكتب حزن الطيور
يحب المتنبي في بادية السماوة
متوهجا مثل كنعان
ويحب المناصرة متوهجا
مثل كنعان
ويحب حكيم معرة النعمان
ويحب امرؤ القيس وحفيده وعنتروزهير وابن الفجاءة والكميت
ويحب إبن هانيء ،وجميل بثينة وكثير عزة وقيس ليلي
ومجنون ألزا
يحب الشعراء كلهم بلا استثناء
يحب طرفة بن العبد البكري
وقاسم حداد في البحرين
يتناولان قهوة الصباح
وقاسم يسأل طرفة عن ناقته ؟
والملاح
يحب عبد العزيز المقالح يكفكف الدمع
في “ساعات الخروج من الدوائر السليمانية “
و”كتاب الاصدقاء” الذين لايموتون
و”لابد من صنعاء” وان طال الزمن ،
يحب البردوني ” مسافرا إلي الايام الخضر “
يحب تاج السر الحسن
“يعزف لحن الاناشيد القديمة “
“ويغني آخر المقطع للارض الحميمة “
يحب نزار قباني في مدخل الحمراء
يبكي الاندلس
و امجاد ملوك العرب القدماء
يحب مفدي زكرياء يشدو “إلياذة الجزائر “
يحب فاضل امين
يلملم جراح الشعب العظيم
ويدعو لسوح الفداء
يحب احمدو ولد عبد القادر يقرأ نبوءة الرمل :
رحلنا كما كان آباؤنا يرحلون.
وهانحن نبحر
كما كان أجدادنا يبحرون..
تقول لنا: ضاربة الرمل:
– واعجبا..
سفينتكم رفعت كل المراسي
مبحرة،
ألا تشعرون؟
قالت: سأصدع بالحق،
“حلفكم” سفين.
يغالبه ثبج كالهلام
تراميتم فوق ألواحه
قبائل شتى.. إني
رأيت خياماً من الصوف
تطوى بأطنابها وأوتادها
مكدسة
داخل
القمرة “
في الصحو تراودني القصيدة
وصورتي في مرايا الغيب
وأمي رحمة الله عليها الراحلة منذ شهور
وابي طيب الله ثراه منذ خمسة وعشرون عاما
واصدقائي الذين ماتوا
وانا الميت في المحيط الميت
وأنا الحي في المحيط الميت
وانا المحيط الميت
في الصحو تراودني القصيدة
وامشي حافي القدمين علي الرخام
يراودني الصداع النصفي ،والدوار
إلهي
يأخذني الدوار ؟
يقولون يا مولاي ان نبوءتهم توشك علي الانتهاء
فلتنتهي يامولاي أو تتلاشي أو تنتهي
ياخذني الدوار يا مولاي
يقولون ان نبوءتهم الشقية توشك علي التحقق
فلتتحقق يا مولاي أو تتلاشي او تنتهي
ياخذني الدوار يا مولاي
” يتلون اسفارهم والحق يخبرني
بأن آخرها مين واولها “
صدقت ياعقل فليبعد اخو سفه
صاغ الأحاديث إفكا او تأولها (المعري )
في الصحو تراودني القصيدة
وأستجديها ،أعوذ بها والوذ بها
وامشي حافيي القدمين علي الرخام
إلهي
العبيد اليكسوميون هاهنا ما زالو يسرحون ويمروحون
وهذا المنكب البرزخي
بدأ يكتظ بمعابد النار وجماجم الموتي
ضقت ،وضقت وضاق ذرعا بتعاويذ الكهنة
في الصحو تراودني القصيدة
في المحو، في قاع النسيان ، في طيف أمي الاخضر
،في الرمل يحلم بالماء ، .في نسمة الاسحار،في
البرق الموهن ، في اهازيج القمري ، في اريج الحناء في الليل ، في الطمي الناعم وقت الاصيل ، في ضحكة امي ، في حزنها ، في شرودها ، في حكايا الرعاة .في الذاهبين قبل الفرح ،في قمير السمار .في السواقي ، في قبرات النبع ،وقطي الإضاة ،في وادي الطير ،في ارخبيل العزلة الفردوسي ، في الليالي المقمرات وفي شفق الغروب البكر ،في شجيرات السمر . وسديرات الحقل . في واحات النخيل ،
في البئر، في الغيم ،في الليل المسافر في الغبار
عند ضال المنحني
حيث كانت أمي توصيني
لا تامن اليكسومين وقاتلهم .يعذبهم الله ويخزيهم
في الصحو تراودني القصيدة
ووجه امي الاخضر الراحلة
طيب الله ثراها
الي ملكوت الغيب
وجه أمي الاخضر
في لهفتها وخوفها علي وهي توصيني :
حذار ان تأمن اليكسوميين
شرار الخلق العبيد اليكسومين
اخرج عليهم وقاتلهم ،يخزيهم الله ويعذبهم
في الصحو تراودني القصيدة
ووجه أمي الاخضر مشرقا في الاعالي
في الصحو تراودني القصيدة
تراودني الذكري واسأل
يا ايها المحيط الميت
الماخوذ بالاساطير وفتنة السامري
اشهد اني اول الخارجين عليك
واشهد اني اقدح في نبوءتك
واشهد اني ساحمل السيف ضدك
يا ايها المحيط الميت
الماخوذ بالاساطير وفتنة السامري
اما آن لك تثور
اذبح عجلك واذروه في قاع البحر
ودعك من خرافات القرون
وكتب الطلسم الاسود
ارضك معطاء وبنوك فداك وحولك الذهب
دعك من
الذي سينتخب وينصب
وينتخب وينصب وينتخب وينصب
في الصحو تراودني القصيدة
وأسأل من يقدم لي رأس الأفعى
يا شعبي اما كفاك من خرافات الكهنة والعرافيين
في الصحو تراودني القصيدة
ووجه امي الاخضر
في الصحو تراودني القصيدة ،تسألني وأسأل
يا برازخ الله التي اكتهلت بها العزلة ،أين أعبر
في الصحو تراودني القصيدة وأسأل
ماذا يفعل ؟
الذي لم يعد يطيق تعاليم المجوس؟!